أعلنت العصيانا

[ارجو عفو ربي]

أعْلَنْتُ العِصيانـــا




يا من تسأل ..هل نسيتم وِدادي؟
قطعا لم ننسى الوداد ..و لم ننسى أنك كنت والدنا
لم ننسى الحنان و الحب الذي دثَّرنا
لم ننسى الورود التي أهديتنا
و لم ننسى اليد التي أرْبَتَت على أكتافنا
لم ننسى أنك لوعدكَ أخلَفْت بأن يكون قلبُكَ لنا سكنـا
و لم ننسى أيضا أننا للأم و لحليبها تنكرنا
رافقناك و بالقلب حسرةٌ تعصرنا
إِنتزعتنا من حضنها و أمرتنا أن لا نعود أدراجنا
رضخنا و تحت جناحك طويتنا
أعلَنَّا الولاء و الطاعة و حبنا
و آمنّاك على أرواحنا و أنفسنا
لم ننسى الحلم الجميل الذي فيه عيَّشْتَنــا
و لا الواقعَ المريرَ الذي عليه أيقظْتَنــا
و لم ننسى أنك بأبشعِ التُّهَمِ قذَفْت أُمَّنا
وَيْحَنَـــا ..كيف أَمِنَّــا رجلاً أهانَهَا فأهانَنــــا
كيف نأمَنُ رجلاً قال يومًا هذا أنـــــا
لم ننسى أنك كنتَ والدنـــا
مُمْتَنُّون لك لأن المِحْنَةَ إلى حُضن الغاليةِ أعادَتْنَـــا
و بإخوتِنَا جَمَعَتْنَــا...و إليهم قَرَّبَتْنا
فشَتَّــــانَ بين الماضي و الآن
فبِاللهِ عليك كيف ننسى أنك كنتَ والدنا
تقولُ أنه بين أحضانك سيكون موعدنــا
هذا سيتحقق لو حقا كنت والدنا
و غيرُ ذلك ..تلك لكَ مِن أبعدِ المُنَى
من قال أن زوجَ الأُمِّ للقسوةاتَّخذَ عنوانـــا
بل هو أرحمُ من الوالِدِ أحيانـــا
فكيف ننسى أنك كنت والدنـا
جَمَعْتَ باقات الورد و إياها أهديتنــا
حضنّاها بحُبٍّ..و عِطرُها ألهـانـــا
و ما وجدنا أيدينا إلاَّ تقطُرُ دمـــا
و قلوبنا تنفطر ألمًا و حزنـــا
يا ليتك تعلمُ كم أحببناك و أنت أهنتنا
لسنــا عبيدًا..بل أحرارٌ و لنا كرامتنا
ليست لتُداس تحتَ النِّعالِ..حتى لو كان نعلُ والدنـا
أيُّ عُرْفٍ ذاك الذي يُبيحُ للوالد قتل ابنته عَلَنــا
و يُجيزُ له اتهامها ظُلما و بهتانا
فقط لأنها رفضت العبوديةَ و الطُّغيانا
و أعلنَت عليه التمرُّدَ و العصيانــا
و تسأل بعد هذا إن كُنَّا للودادِ أعلنَّا النِّسيانــا
لا و الله...لن ننسى أنك كنت يومــا والدنا
أسمعُ مِن بعيدٍ مَن يقولُ صَهٍّ أيتها العَاقَّةُ المتمرّدَه
مهْلَكَ فأنتَ لم تَذُق ما قد ذُقْنا
مِن ذُلٍّ و إهانةٍ و السخريةِ أحيانــا
مهْلكَ فأنتَ لم تُجلَد بسوطِ القسوةِ كما جُلِدْنـــا
يــا من تتَّهِمُني بالجحود و النكران
لكَ منّي ألفُ سلامٍ..لأنكَ تعيشُ الأمانَ
حتّى أضحَيْتَ لا ترى القسوةَ للأبِ عُنوانــا
هنيئًا لك بالوالدِ الذي لم نره إلاَّ في أمانينا
صنّف لنا البشر أصنافًا و ألوانــا
و ألصَقَ بكُلِّ صنفٍ عيبًا و نُقصانــا
و كأنّه خُلِق معصومًا مُصانــا
الكمــالُ للَّه وحده و منه نرجو الغُفرانـا
عبَثَت بنا الأقدارُ بين يديك ..و سالت دموعنا وِديانا
لَكِنَّا بخير حالٍ الآنَ
فلا تقلق و لا تَبْتَئِس و لا تلبس الأحزان
اَوَ بعدَ كُلِّ هذا عن الوداد تسألنا
لن ننسى أبدا أنك كنت والدنا



منقووووول