العودة   منتديات حاسبكو المتخصصة بمادة الحاسب الآلي > حاسبكو المتنوع > المنتدى الاسلامي العام

الملاحظات

المنتدى الاسلامي العام قسم يهتم بجوانب الشريعه على مذهب اهل السنه والجماعه وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابة وعظماء التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-26-2007, 12:33 AM   #11
ata
مشرف حاسبكو الدروات الدريبية
 
الصورة الرمزية ata

الموقع :  في فضاء الحرية
ata حاسبكو نشيط
ata غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

الشكر لكم جميعا ولنا موعد غدا مع قصصة جديده
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-27-2007, 12:13 AM   #12
ata
مشرف حاسبكو الدروات الدريبية
 
الصورة الرمزية ata

الموقع :  في فضاء الحرية
ata حاسبكو نشيط
ata غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

القصة الثالثة ....

إلى الله المشتكى ..!!


مررت بأزمة مالية، وليس من عادتي أن أسال الناس، فأصبت بهمّ وغمّ كبيرين.. ماذا أفعل؟ فعليَّ التزامات كثيرة، كما أن كثيرا من الناس يظن أني ميسور الحال، والحمد لله على ذلك.
وبدأ الأمر يزداد شيئا فشيئا، فلاحظ علي بعض المقربين مني ذلك، فأبحت ما في نفسي لهم بعد إلحاح شديد؛ فعرض علي بعضهم أن يعطيني بعض المال ولكني رفضت، ولم يكرر أحد منهم العرض مرة ثانية.



وربما أعلم أن حال الكثيرين من أصدقائي هو مثل حالي، فالحياة أصبحت صعبة، والمتطلبات كثيرة، والحالة الاقتصادية الكل يعلمها جيدا، ومازال الهم والغم يلازمانني، وأريد أن أنفك عنهما لم أكن أفكر في المال طول حياتي، لكن هناك ضغطا شديدا، ولما انسدت الأبواب كانت المفاجأة في نفسي أني أرفع يدي إلى الله أطلب منه، ولكن هالني ما فعلت، كيف لم ألتجئ إلى الله تعالى أول ما لجأت. وكان يمنعني حيائي أن أطلب من الناس شيئا، ثم تكلمت مع بعض المقربين مني، ولكن الله سبحانه وتعالى أقرب إلي من حبل الوريد، إنه يعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليه سبحانه شيء من أمري. دخلت حجرتي بعد أن توضأت وصليت لله ركعتين لله أخفف بها عما في نفسي .

ثم بدأت أتكلم إلى الله، لم أكن أتحدث باللغة العربية الفصحى، وإنما أتحدث إليه سبحانه بلغتي المعتادة، وجدت مشاعري وأحاسيسي تسبقني قبل كلماتي، وجدت قلبي ينطق لأول مرة مع ربي.. يا له من إحساس جميل، بدأت أستشعر قرب الله مني، وأتذكر بعض آيات من القرآن الكريم، وكأنها تمر بخاطري لأول مرة: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم
يرشدون". جعلت أقف عند كلمات الآية (سألك عبادي) أنا من عباد الله، أضافني الله تعالى إليه، إنه شرف كبير.. كبير جدا، أنا عبد لله، مع أني أعرف هذا المعنى، لكنه كثيرا ما يضيع مني، وما دمت عبدا له سبحانه، فما الذي يجعلني أنسى مولاي؟!.. فإني قريب) جعلت أردد كلمة قريب، أستشعر مد الياء في الكلمة (قريب)،


نعم الله قريب مني، علمه أحاط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء، فأنامنه،وإليه، ومادام -سبحانه- قريبا مني، فهو عالم بحالي (يعلم السر وأخفى) (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) (وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).. ثم نظرت إلى قوله تعالى (أجيب دعوة الداع إذا دعان) سواء أكان الإنسان في حاجة إلى ما يسأل الله، أم يمكن له الاستغناء عنه، وأنا في حاجة إلى الله تعالى. حال الصالحين حين الضيق وتذكرت عطاء الله تعالى لخلقه.


وتبادر إلى ذهني رحلة موسى -عليه السلام- إلى مدين حين هاجر إليها ثم سقى للفتاتين الصالحتين وجلس تحت ظل شجرة وكلم الله تعالى سائلا إياه (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) وكأني وقعت على كنز؛ فظللت أردد: (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) وظللت أكرر الآية وأستشعر فقري وحاجتي إلى الله تعالى. كما تذكرت دعاء قرأته في أحد الكتب: اللهم هب لي من الدنيا ما تقيني به فتنتها، وتغنيني به عن أهلها، ويكون بلاغا لما هو خير منها، برحمتك يا أرحم الراحمين.


وتذكرت ذلك الصحابي الذي مكث في المسجد في غير وقت صلاة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب مكثه في المسجد في غير وقت صلاة، فأخبره الصحابي بما أصابه من هم وما أثقله من دين، فنصحه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ثلاث مرات عند كل صباح وكل مساء هذه الكلمات النورانية: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". وبعدها شعرت براحة نفسية. كما جاءني حسن ظن كبير بالله تعالى وأنه سيفرج كربي.


وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى فرج الله تعالى كربي، وقضى عني ديني. بعيدا عن الديون لم تكن قضية الدين هي التي شغلتني بقدر ما شغلني أني خرجت بتجربة ناجحة، وهي الكلام إلى الله، والالتجاء إلى الله وقت الشدائد قبل الالتجاء إلى الناس. نعم، من الإسلام أن يتعاون بعضنا مع بعض، وأن المسلم لأخيه كالبنيان، لكن أول ما يلجأ المسلم يلجأ إلى مولاه، العالم بأسراره، المطلع على حاله، الذي بيده كل أمره. وقد طرأ على ذهني هذا السؤال: لماذا لا نلجأ إلى الله؟ ولماذا لا نجري حوارا مع ربنا، نشكو إليه فيه همومنا وأحزاننا؟ لماذا نضع هذا الحاجز والحاجب بيننا وبين ربنا؟! إنه سبحانه يتنزل إلى السماء الدنيا كل يوم لينظر حاجة الناس: "هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من كذا، هل من كذا... حتى يطلع الفجر.

وقد كان الالتجاء إلى الله والشكوى له سبحانه من الأمور التي يداوم عليها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فحين رجع من الطائف بعد أن أوذي وجرحت قدماه وجلس تحت بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة شكا إلى الله حاله بهذه الكلمات: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.

كما أن هذا كان حال كل الأنبياء، فهذا يعقوب عليه السلام حين فعل أبناؤه ما فعلوه من خطف يوسف عليه السلام والكيد له، وحين أخذ ابنه الآخر وتذكر يوسف وبكى عليه، فعاب عليه القوم أنه مازال يذكر يوسف، فقال لهم (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله. نعم، نحن في حاجة لأن نشكو بثنا وحزننا وهمنا إلى الله تعالى، فلنجرب ولنطرق باب الله تعالى، شاكين له همنا، وشاكين له غلبة نفوسنا علينا، وغلبة أعدائنا، فإن الله تعالى سيجعل لنا من أمرنا يسرا، ويرزقنا الأسباب التي تكون مفتاح فرج لهمنا وكربنا. فما أحوجنا إلى الله، وما أقرب الله منا، وما أبعدنا عن الله، فهلا اقتربنا من الله، وناجينا الله تعالى؟! وبعد.. تكلم إليه وأحسب أن الخطوة العملية التي يمكن أن نخرج بها هي: أن نتكلم إلى الله، وأن نناجيه سبحانه.. نشكو إليه أمرنا وحالنا، حتى تتحقق فينا العبودية الصادقة، ونكون من عباد الله الذين قال فيهم (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب. فلنجرب أن نشكو حالنا أول ما نشكوه إلى الله، فسيفتح الله تعالى لنا أبواب يسره، فمن ذا الذي دعاه فلم يجبه، ومن الذي طلبه فأعرض عنه؟! ففروا إلى الله

................................
"قصة لم تسمع بها "
إشراف د.عادل العبد الجبار

انتهت القصة
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-27-2007, 02:17 AM   #13
دفء المشاعر
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دفء المشاعر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

سبحان الله

القليل منا من يلجأ الى الله عند المصائب وضيق الحال

جزاك الله الخير والعافيه
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-28-2007, 12:07 AM   #14
احساس طفلة
 
الصورة الرمزية احساس طفلة
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزااااك الله ماتستحقة

يسلمووووو
التوقيع :


يسلمووووو حبيبت قلبي دنيا الامل توقيع رووووووووووعة
  رد مع اقتباس
قديم 11-28-2007, 12:15 AM   #15
دنيا الأمل
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دنيا الأمل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

جزاك الله الف خير استاذ عبدالله


قصه رائعه
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-30-2007, 07:38 PM   #16
ata
مشرف حاسبكو الدروات الدريبية
 
الصورة الرمزية ata

الموقع :  في فضاء الحرية
ata حاسبكو نشيط
ata غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

بضيف لكم .. قصية جديده اليوم ... فيها من العظة والعبرة ,,,, والحزن الشيء الكثير ..

طبعا اليوم بكتب لكم الجزء الأول ... (( وانا عارف ان فيه أعضاء ومشرفين راح تدمع عيونهم ... لكن أقول للي بتدمع عيونه ,,, يوفر للجزء الثاني بكره . . . . ))

أترككم تقرأون ... أنصحكم بإكمال القراءه ..


"[/grade]

الجزء الأول ....
د.عادل العبدالجبار


ملحوظة هامة :....

نعتذر عن بعض الكلمات العامية....


كنت أول الخارجين من صالة الطعام .. اتجهت مباشرة إلى مقعدي في تلك الزاوية الهادئة من القاعة .. كان معظم الموجودين في الصالة من الأشبال الصغار .. لفت انتباهي شجار بين طفلين .. كانا يتعاركان بشدة و معظم الأطفال حولهما يشيدون بأعلى أصواتهم : ياسر .. ياسر .. و يبدوأن ياسر هذا كان هو المنتصر في العراك .. أبعدت الأطفال المتجمهرين و فصلت بين المتعاركين .. يبدو أن ياسر لم يبذل مجهوداً كبيراً في العراك لفارق السن و ضعف خصمه الذي نال كما هائلاً من الركل و الضرب من ياسر و من غيره من المتجمهرين .. كان أبيض اللون مشربا بحمرة .. قد صبغت آثار العراك وجهه وأذنيه خاصة باللون الأحمر و الأحمر الداكن .. استعطفتني دمعتان كان يغالبهما بإصرار حتى لا يقال له من أقرانه " صاح .. صاح .. " صحبت الطفل إلى مكاني في القاعة .. كان وجهه ينم عما يعانيه من ارتباك وخوف .. ولم يكن في ملبسه ما يوحي إلي بحرص أهله على تربيته التربية الصالحة .. فابتسمت في وجهه ليطمئن و قلت له بلطف : " وش اسمك يا بطل ؟ " - " معاذ ما شاء الله معاذ بن جبل " أطرق باسما فتبسمت وأنا أمسح على رأسه و قلت : " بأي صف تدرس ؟ ثاني " - " ما شاء الله .. تعرف قصة معاذ بن جبل ؟" أومأ برأسه بالنفي و ابتسامته ترتسم على وجهه الجميل .. بحثت عن شيء أشجع به هذا الطفل فلم أجد سوى قلمي الذي أهدته لي زوجتي قبل أيام .. أخرجته و هو أغلى عندي من قلبي و لكن احتسبته عند الله في نفع هذا الطفل و الإسهام في تنشئته نشأة الأبطال .. عرضت له قلمي بطريقة مغرية .. قلت له : " إذا قرأت قصة معاذ بن جبل راح أعطيك أحلى من هذي الهدية " ... رفع عينيه و نظر إلي و ما زالت ابتسامته الجميلة تزيد وجهه المشرب بالحمرة نظرة و جمالا ... كانت عيناه تحدثاني بهمة تكسر الصخور و تثبت لي أنه سيفعلها و سيقرأ القصة بقلبه لا بلسانه فقط ... أخذ القلم مني و قلّـبه بين يديه ثم رفع عينيه إلي و كأنه يقول : " سآخذه بحقه " ...


رن هاتفي الجوال .. نظرت إلى المتصل ( دلال الغالية رعاها الله ) .. قلت في نفسي " الطيب عند ذكره ... خفنا منها و هاهي تتصل “... - نعم - السلام عليكم - و عليكم السلام .. سمي - أحمد .. تعشيت ؟ تقدر تمرنا الحين ؟ ترى معانا ضيف الليلة - كيف ؟؟ من ؟؟ طيب .. طيب .. وبعد دقائق كنت عند باب القاعة النسائية فخرجت و معها فتاة تبدو في السابعة عشر أو الثامنة عشر من عمرها و عليها عباءة مخصّرة ... ركبت زوجتي دلال في المقعد الأمامي .. و ركبت تلك الفتاة في المقعد الخلفي .. سلمت دلال و هي تضحك و قالت : " معنا اليوم ضيف سيذهب معنا البيت و ينام عندنا " ... قلت بصوت خافت " ياهلا و مرحبا " و آلاف علامات الاستفهامات تدور في رأسي عن هذا الضيف الغريب .. تحركنا باتجاه شقتنا الصغيرة و كانت دلال تسألني عن الزواج و الحضور و أجيبها و أنا منشغل الفكر عنها بمن تكون هذه الضيفة!! .. اقتربنا من ركن العثيم ( سوبر ماركت ) فقالت لي دلال : " أحمد باليت توقف الله يعافيك نبغى أغراض " .. أوقفت سيارتي فقالت لي : " عطني قلم أكتب لك الأغراض " ... تمنيت أن تطلب مني أي شيء سوى القلم و خاصة في مثل هذا الوقت فكيف أفهمها و معنا هذه الضيفة .. فارتسمت على وجهي علامات البراءة و بدأت أنظر إلى جيبي .. نظرت دلال إلي جيبي بحدة و استغراب و قالت : " وين قلمك ؟ " ... آآآه الآن وقعت في ورطة كيف بإمكاني أن أبين لها ؟!! نزلت من السيارة بسرعة حتى لا تفقد أعصابها أو تأخذها نزوات الغيرة فتنسى أن معنا هذه الضيفة ... اتجهت إلى نافذتها وعرفت منها الأغراض المطلوبة و عيناها ترمقاني بكل حدة و عتاب ... حمدت الله كثيرا على أن هذه الضيفة معنا .. مع أنها ستحرمني من زوجتي هذه الليلة ... وصلنا إلى الشقة و نزلت زوجتي و ضيفتها في مجلس النساء و أغلقتا عليهما الباب .. اتجهت إلى غرفتي و تجهزت للنوم و بقيت أنتظرها لأخذ الأخبار .. فاستفهامات كثيرة تدور في رأسي .. من هي الضيفة ؟ و لماذا جاءت لتنام عندنا ؟ و كيف تلبس العباءة المخصرة ؟ و أشياء كثيرة ...

فكرت بأن أطرق الباب عليهما فتهيبت خروج دلال مغضبة و خاصة أنها غضبت لأنها لم ترَ قلمها في جيبي ... جلست أفكر و أتأمل .. ما أجبننا نحن الرجال ؟ ندعي القوة و نطلب الاحترام من كل أحد و نزأر كليث غاب .. فما أن يجن الليل علينا حتى نرتجف وجلاً من زوجاتنا و نردد في كل حين اللهم سلم سلم .. ذئاب في النهار و دجاج في الليل ... • • • أخيرا خرجت دلال من عند ضيفتها و استرقتْ النظر إلى غرفتي فوجدت النور ما زال مُضاءًا فأتت تستطلع الأمر .. سلمتْ و دخلتْ و علامات البشر و السرور تبدو على محياها ثم جلست بجانبي على السرير ... بدأنا نتجاذب أطراف الحديث و كنت أسألها عن ضيفتنا ... قالت : " و الله يا أحمد هذي البنت أديم قصتها قصة عجيبة .. يوم كنت بالقاعة رحت أغسل يدي و وقفت أطالع في المرآة .. دخلت أديم و وقفت بجانبي و بدأت تنظر إلي في المرآة .. ابتسمت لها و كأني أعطيتها إشارة بالتقدم فقامت و احتضنتني و بدأت تبكي بكاء مرّا .. تفاجأت من بكائها و بدأت أهدئها وأغسل وجهها بالماء إلى أن هدأت قليلا و ارتاحت بعض الشيء .. خرجنا من المغاسل و كنت ممسكة بيدها و لم أكلمها .. فقط كنت أنظر إليها و أتبسم و أشدّ على يدها .. جلسنا على إحدى الطاولات في آخر القاعة و بدأت أتحدث معها .. بصراحة كنت خائفة من أن أسألها عن سبب بكاءها .. لكن قلت في نفسي إن هي فتحت الموضوع و إلا لن أفتحه أنا ..

يا أحمد هذي البنت تقدر تقول إنها قدوة قريناتها بالتحضر و التمدن و حركات المراهقات .. فأهلها ما يقولون لها ( لا ) أبدا .. و المال مغدق عليها ليل نهار .. ومفتوح لها المجال على كيفها " ... قاطعتها و قلت : " إيه أنا مستغرب كيف ناس يخلون بنتهم تنام في غير بيتها .. ما أتوقع إن فيه أسرة تسمح أن البنت تنام خارج
البيت .. و غير كذا العباءة!! " ... أكملت دلال حديثها و قالت : " اصبر تجيلك القصة كاملة .. أقولك مفتوح لها المجال على كيفها .. المهم البنت يوم جلسنا على الطاولة قالت لي : " إني زهقت من نفسي و أحس بضيق و أنا ودي أتوب ودي أصير مثلك .. ودي أكون سعيدة و مرتاحة .. ودي أحس بطعم الإيمان بقلبي .. ذبحني الفراغ " .. و بدأت تخرج بعد ذلك كلماتها من قلبها بنبرة باكية .. " ذبحتني همومي .. ودي أتوب و ما أقدر .. أحاول أتوب بعدين أرجع لذنوبي .. ما قدرت أستحمل .. أحس إن الله ما راح يتوب عليّ لأني كل ما تبت رجعت .. و الله زهقت من نفسي ..." وانخرطت في موجة شديدة من البكاء ... هدأتها و سقيتها ماء بارداً ثم توقفتْ عن إكمال حديثها حتى ارتاحت بعض الشيء .. كنت أنظر إليها و أقول في نفسي الآن وقعت المسؤولية عليك يا دلال .. البنت تمد يديها إليك و تقول أنقذيني من ظلام المعاصي و أنا أتهرب .. لا و الله .. سأُحاسب على ذلك إن لم أساعدها .. فما بعد أن تنطرح بين يديك و ترجوك أن تأخذينها إلى طريق الهداية أي عذر عرضت عليها الذهاب معي إلى البيت حتى نعالج وضعها بترتيب ففرحت كثيرا .. فذهبتُ و إياها إلى أمها و كنت أتوقع منها الرفض .. فما أن عرضت عليها الأمر حتى قالت : " إذا أديم ودها بكيفها ؟ " .. صعقت بهذه الحرية المفتوحة .. فعلمت أن الخلل ليس بالفتاة بل ببيئتها و بيتها المتفلت ...." واستأذنتني دلال في المبيت مع ضيفتها أديم هذه الليلة ثم تركتني غارقاً في بحر أفكاري .. و قبل أن تهمّ بالخروج التفتت إليّ قالت : " أحمد وين قلمك ؟؟ " .. ضحكت لأنها لم تنس موضوع القلم فأخبرتها بقصتي كاملة مع معاذ ... أومأت برأسها و هي تبتسم و كأنها تقول : " ماشي .. بس محسوبة !! " ... ذهبت دلال إلى ضيفتها و كانتا قد اتفقتا على خطة تسيران عليها و اتفقتا على أنه لابد لكل شيء من أساس .. و لابد من إرادة قوية و عزيمة صادقة .. تتربى حتى تكبر و تقوى فتثبت أمام تيارات الهوى و الشهوات .. فالذي يريد أن يخوض معركة لابد له من أن يتجهز لها بالتدريب و السلاح و العدة .. كما أن التدريب يكون على شكل مراحل و مستويات حتى ينمو الجسم و يُبنى بناء صحيحا و قويا .. مرت سنتان على هذه الحادثة و رزقنا الله بعدها بمولودة كالقمر أسميناها مها ..



كانت أديم من أول المهنئين لنا في المستشفى .. سبحان مغير الأحوال .. أصبحت هذه الفتاة إحدى الداعيات إلى الله في بيتها و عائلتها و في أي مجلس تجلس فيه .. أصبحت تبذل من الأموال لدور الخير أضعاف ما كانت تبذله في سبل الهوى .. عندما علمت من دلال أن أهل القرآن هم أهل الله و خاصته أبت إلا أن تكون منهم .. و عندما علمت أن خيرنا من تعلم القرآن و علمه بذلت كل ما تستطيع لتتعلم القرآن و تعلمه بمالها و نفسها .. من رأى تلك الفتاة يرى أثر نور الإيمان في وجهها .. قالت أديم ذات يوم لدلال بعد أن عتبت عليها خوفا عليها من الإرهاق : " يا دلال .. كل ما بذلت للخير .. كل ما ارتحتْ و حسيتْ بسعادة لم أذقها في حياتي من قبل .. يا دلال .. كل لحظة ضيعتها في معصية الله الآن أتندم عليها .. لأني وجدت الراحة و الطمأنينة و الأنس في طاعة ربي و البذل لدينه" ... • • •


" دلال مريضة "

مرت بنا فترة عصيبة كانت خلالها دلال تلازم الفراش الأبيض منذ ولادة مها .. ثم خرجت من المستشفى بعد أن أمضت فيه عشرين يوماً و بدأت صحتها تتحسن يوما بعد يوم و الحمد لله ... كانت مها ريحانة قلبي و نبض فؤادي .. يبتهج البيت بصوتها و شقاوتها .. كيف لا وقد كانت دلال تربيها على الأدب من أشهرها الأولى فأتعجب لصنيعها .. طفلة رضيعة فكيف تتأدب !! .. و كانت دائما ما تقرأ القرآن و هي تحملها .. و تعلمها كلمات القرآن قبل أن تنطق .. حتى أني ذات يوم دخلت البيت فسمعت دلال تقرأ القرآن بصوت مرتفع .. فدخلت الغرفة أستطلع الأمر فوجدت دلال قد أجلست مها أمامها و كانت مها للتو قد تعلمت الجلوس و أسندتها على أحد الوسائد حتى لا تسقط على ورائها .. ثم جلست دلال أمامها و كانت تقرأ القرآن بصوت مرتفع و كأنهما تلميذ و أستاذه في حلقة تحفيظ .. استغربت من صنيع دلال بمها فقلت :" ما شاء الله عليكم فاتحين دار تحفيظ .." .. فقالت لي دلال و همة الأم المؤمنة تملأ عينيها : " أبغى مها تلبسنا تاج الوقار يوم القيامة بحفظها لكتاب الله" ... فأكبرت هذه الهمة العظيمة في هذه المرأة الصالحة .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الدنيا متاع , و خير متاعها المرأة الصالحة " ... مرت السنوات و أصبحت مها في الثالثة من عمرها .. كانت زهرة تملأ البيت عبقا و عبيرا و أنسا .. و كانت أمها تملأ البيت إيمانا و ذكرا .. فما أحلى هذا البيت الذي أسس بنيانه على تقوى من الله .. تملأه السعادة و الطمأنينة .. و يخرج منه الخير و البر .. حتى أحبه القريب و البعيد .. و الغني و الفقير .. ذات يوم .. كانت مها تسير مع أمها في المستشفى .. فسمعتا امرأة تتأوه من الألم .. فسألت مها والدتها عن هذا الصوت .. فأخبرتها بأنها امرأة مريضة تتوجع .. فأخرجت صغيرتي من حقيبتها الصغيرة "ريالا" و ذهبت به إلى المرأة المريضة ثم أعطتها إياه و قالت لها : " يا عمة قولي بسم الله عشان يطيب !! " ... فذهلت المرأة المريضة من صنيعها .. فضمتها إليها .. وبكت صغيرتي من الخوف ... فما أحلاك يا حبيبتي مها .. لقد كنت داعية إلى الله بتصرفاتك الإيمانية في كل ميدان .. و حق لي أن أسميك الداعية الصغيرة ...


في أحد الأيام فجعتنا دلال بسقوطها متعبة و هي تؤدي عملها المنزلي .. أخذناها إلى المستشفى سريعا و لم يكن في الإسعاف إلاّ الطبيب المناوب فرفضت زوجتي أن يكشف عليها رجل مهما كلفها الأمر ..كنت أوافقها في إصرارها هذا .. لكن التعب و المرض جعل من وجهها المضيء وجها شاحبا شديد الاصفرار .. و مع كل دقيقة تمضي .. تزداد حالتها سوءا و يزداد وجهها اصفرارا .. فألححت عليها بأن يكشف عليها الطبيب و أنا معها .. فحالتها حالة ضرورة و لا تحتمل التأخر .. فرفضت رفضا قاطعا ثم رفعت يديها إلى السماء و قالت : "اللهم يسر أمري و أكتب الخيرة في عاجل أمري و آجله " .. رضخت لإصرارها وبقينا في انتظار الطبيبة التي سرعان ما طرقت الباب ودخلت .. انسحبت أنا وابنتي إلى الخارج ريثما يتم الكشف .. كنت أتأمل في رحمة أرحم الراحمين سبحانه و كيف سخر للحبيبة بغيتها بهذه السرعة العجيبة و أقول في نفسي " صدقتْ مع الله فأعانها الله " .. حانت مني التفاتة إلى صغيرتي مها فأصابني الهول لمّا رأيت دموعها تتحدر من عينيها .. سألتها بسرعة : " مها وش فيك حبيبتي " ... فرفعت يديها إلى السماء و الدموع تجري على خديها و قالت بصوت باكٍ : " يا رب اشف ماما " ... لقد حفر منظر صغيرتي و هي ترفع يديها و تنظر بعينيها إلى الأعلى و الدمع يسيل على خدها أثرا في قلبي ما أحسبه يُنسى .. لقد علمتني تلك الصغيرة دروسا في حياة القلب مع الله .. و حياة القلب مع من نحب .. لقد علمتني كيف أنصح المخطئ و أساعد المحتاج و أعطف على المريض ... أخذت صغيرتي فقبلتها و قلت : " يا رب لا تحرمني من مها " .. خرجت الطبيبة من عند دلال فركضت مها إلى أمها لتضمها و تطمئن عليها .. و أخبرتني الطبيبة أن دلال ستمكث في المستشفى لعدة أيام .. و بعد التحاليل ربما تكون هناك إجابة أكثر دقة ..


في صباح اليوم التالي أتيت لزيارة دلال فاستقبلني أحد الأطباء .. كان يكلمني بطريقة رسمية جدا و لا أثر للابتسامة على وجهه فداخلني كثير من الخوف .. حاولت أن آخذ منه أكثر فلم يجبني إلا بـ " كل شيء بيد الله " .. مرّ يومان والمرض يأخذ من صحة دلال ويوهنها شيئا فشيئا حتى أدخلت غرفة العناية المركزة .. ثم دخلت في غيبوبة قرابة الثلاثة أشهر , تفيق منها تارة فتوصيني بنفسي وبقرّة عيننا مها خيرا , و تطمئنني على نفسها قبل أن تغيب من جديد وسرعان ما غادرتنا حبيبتي و تركتنا في دنيا الآلام كم كانت أياما عصيبة مؤلمة لم يسبق لي أن مررت بمثلها .. فدلال تلك الأم المربية الحنون ماتت !!!! يا الله .. ما أعظم الخطب .. و ما أجلّ المصاب ... لا حول و لا قوة إلا بالله .. كيف سأعيش بدون دلال التي أفتقدها لو غابت عني لحظة ؟ كيف سأعيش في بيت غابت عنه من كانت تملأه بالذكر لربها و الود لزوجها وابنتها ؟ أين سأرى تلك اللمسة الحانية و الابتسامة المفرحة و نظرة العتاب بكل حب و ود و صفاء ؟ لا أدري يوم أن دفنتها .. أدفنتها هي أم دفنت قلبي و روحي !! ... أحداث متقطعة .. أعي بعضها و أنكر بعضا .. لم أصدق الخبر حتى أفهمنيه الواقع المرّ الذي عشته بعد فقدها ....

................


"جوال بيوت مطمئنة"
"قصة لم تسمع بها "
أرسل رسالة فارغة إلى الرقم 88503
إشراف د.عادل العبد الجبار
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-30-2007, 08:04 PM   #17
mooof
حاسبكو محترف جداً
 
الصورة الرمزية mooof
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

شكرا ata على النقل المميز
  رد مع اقتباس
قديم 11-30-2007, 08:47 PM   #18
دفء المشاعر
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دفء المشاعر
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

لا اله الا الله

في انتظار ماتبقى من القصه

وجزاك الله الخير والعافيه
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-30-2007, 09:54 PM   #19
دنيا الأمل
أعضاء شرف
 
الصورة الرمزية دنيا الأمل
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

لالالالالالالالالالالا تطول علينا

جزاك الله خير
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 11-30-2007, 10:25 PM   #20
همسات
مشتاقه لكم
 
الصورة الرمزية همسات
افتراضي مشاركة: قصة لم تسمع بها ( متجدد يوميا )

تشكر استاذ عبد الله على القصص الجمييييييييييله
  رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM.





Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ومنتديات حاسبكو 1431هـ/1432هـ

a.d - i.s.s.w