يوميات صائم - تزكية النفوس 11 - أكل الحرام وشرب الحرام

[متفااائل]

تزكية النفس ( 11 )
مما يجب أن تتخلّى عنه النفس: أكل الحرام وشرب الحرام
فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به
ويشمل ذلك ما يدخل للبطن من المأكولات والمشروبات المحرّمة، ويدخل في ذلك أكل الربا والرشوة والسرقة والنهب والغش والإحتيال والقمار وأكل مال اليتيم وإنفاق السلعة بالحلف الكاذب وغصب الأراضي وقطع الطريق وشرب المسكرات والمخدرات والخمور بأنواعها والدخان والشيشة والتمباك والدقدقة والسفة والنشوق
فكل ذلك منهي عنه لمضرّته على النفس التي هي أمانة عند صاحبها
ومن الأدلة التي تنهى عن أكل المال بالباطل
قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقَالَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) ». ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ». رواه مسلم
وإذا كان المطعم والمشرب حراماً: خبثت النفس فزاد داعي المعصية وقلّ داعي الطاعة والله المستعان
أما إذا كان المطعم والمشرب حلالاً: زكت النفس وطابت وقنعت بما رزقها الله واطمأنت إلى رضا مولاها حين أكلت الحلال وشربت الحلال،
وراحة النفس ورضاها لا يعدلها شيء ولن يُنال ذلك إلا باللقمة الحلال .
والمسؤولية تكون أعظم حين ينفق الولي على من ولاّه الله من زوجة وأولاد وغيرهم فواجب عليه أن يتقي الله ولا يطعمهم إلا حلال ولا يدخل إلى أجوافهم إلا حلال فإن ذلك قد يكون سبباً في صلاحهم،
والعكس من ذلك إذا كان طعامهم وشرابهم من حرام أو شبهة فإن ذلك قد يكون سبباً في فسادهم والله المستعان
فالواجب على النفس أن تتخلّى عن أكل الحرام وشرب الحرام طلباً لرضا الله وقناعة بما رزق الله
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .