يعود اصل نمر بن عدوان إلي عشائر البلقا ، كان شاب شجاع ، وكريم ، وفارس ، وشاعر وكان له احترامه بين القبائل تزوج فتاة من عشائر القضاة من بني صخر اسمها وضحى.... التي كان يشهد لها بالجمال والكرم والذكاء... حبها حباً جما.
انجبت لها عدد من الأولاد وكان اكبرهم عقاب ، وكانت وضحى تزداد تألقا في نظر حبيبها :ورفيق دربها يوماً بعد يوم....وكان لها مواقف عظيمة في حياة زوجها ، عاشا على التعاون والحب والموده والرحمة.
======
وفي يوم من الأيام ، كان ثاني ايام عيد الفطر... خرجت وضحى لتحلب النوق ، بدلاً عن زوجها ، ولكن الناقة التي يفضلها نمر لا تقبل غير نمر يحلبها... فقررت وضحى ان تلبس ملابس نمر وتحلب الناقة... وبالفعل لبست كل ما يلبس نمر وخرجت .. وبينما هي تحاول حلب الناقة ... احس نمر بحركة حرشفه خارج البيت.. فأخذ بندقيته ووجها نحو الصوت .. واطلق طلقة...بعدما راى هيئة رجل يحوم حول الناقة.. فأرداه قتيلاً.... اقترب منه ليعرف من هو... وحينما قلبها على ظهرها .. فإذا هو بوجهه زوجته وضحى. صدم .. وجن جنونه ... قارب على الموت من شدة الصدمة ... و حزن عليها حزناً شديداً كاد يقتله ، وقيل انه كان يُرى وهو يبكي نهاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً ... على فراق حبيبته ورفيقة دربه.
وسمعت له اكثر من قصه غير هذه القصه ولاكن اقربها للحقيق ماذكرناه والله اعلم
وهناك خطأ كبير يقع فيه الناس وهو انهم اسندوا قصيده ( البارجه يوم الخلايق نياما )
الى شاعرنا نمر بن عدوان ولاكن هذا غلط وهذه القصيده للشاعر محمد بن مسلم
ويلقب بشاعر الاحساء
ونكمل قصتنا
كان له صديق يستسر له ، ويثق في رأية ... يدعى الشيخ جديع بن قبلان الملحم وهو من شيوخ قبيلة عنزه ، افضى له نمر بحزنه و ألمه ، ووحدته .
والشيخ جديع يعرف كيف كان صديقه وكيف اصبح من شدة الحزن. فطرح عليه فكرة ان يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته و تغير عليه حياته وتهتم بصغاره .. الا انه أبى بشده .. فكيف يبدل وضحى وهو من قتلها؟؟!!
الح عليه صديقه وعرض عليه بنات قبيلته كلهن الا انه اصر على الرفض ثم قال قصيدته المشهوره:
يا جديع انا قلبي من الوجد حارى .. لاتلومني وتقول ان البكا عار
وسط الحشا يجديع كن شب نارى .. والموت عدة طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارى .. اللة يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارى .. ياسين يم عقاب ترحل عن الدار
من فقد مسلوب الحشا يوم سارى.. غرو جبينة صاطع مثل الانوار
ياليتني لو ينرجع بالمثارى.. دونة نبيع الروح والملح زجار
لكن جاة الموت مابة مدارى.. أخذ عشيري واودع القلب محتار
ولولا ضلوعي فر قلبي وطارى.. لكن ينشر ثومة القلب منشار
ريحة جسدها مثل ريح البهارى.. وغر ثمان صويحبي تقل محار
من لامني بة ثور ولا حمارى.. والثور النك قلت لة دور يندار
وصلاة ربي عد نبت القفارى.. علي رسول اللي قهر كل جبار
وحينما سمع بها صديق عمره الشيخ جديع بن قبلان الملحم ، فقال قصيدة يشد بها ازر رفيق عمره ، واهداه ابنته بعد ان ابدل أسمها إلى وضحى ... فكان رحمة الله عليه رمز شامخ في التضيحة وبذل الغالي في سبيل تخفيف الآلم والحزن عن صديقة الغالي ، وهذه هي القصيدة :
يانمر بن عدوان يبن الأمارى..شكيت لي شكواك واعطيك الاشوار
خلك رحل يا القرم والعين تارى.. يانمر ما للعبد حيلة بلقدار
واللة مالومك عيالك صغارى.. وعلي الصحيب من الوفا تزعج اعبار
يانمر ياريف الضعوف الفقارى.. دور بدال صويحبك ياذرى الجار
جبينها مثل الحرير يترارى.. زولة صخيف وخدها تقل جمار
بنت الشيوخ معسفين المهارى.. مثل القطامي ناض من كف صقار