العودة   منتديات حاسبكو المتخصصة بمادة الحاسب الآلي > حاسبكو المتنوع > المنتدى الاسلامي العام

الملاحظات

المنتدى الاسلامي العام قسم يهتم بجوانب الشريعه على مذهب اهل السنه والجماعه وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام واصحابة وعظماء التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-21-2014, 10:11 AM   #1
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
06 موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته




هنــــــــآ سيكوون بإذن المولى موسوعة منبــــــريه شآملة ومتجددة

أسأل الله القبوول


>>> الموضوع مفتووح لكل من أرآد الأجر <<<
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-21-2014, 10:16 AM   #2
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
Mnn رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

فضل صلآةة الفجر






الْحَمْدُ للهِ الذِي جَعَلَ الصَّلاةَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً , وَوَعَدَ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا بِجَزِيلِ الثَّوَابِ ، وَتَوَعَّدَ مَنْ تَهَاوَنَ بِهَا بِأَلِيمِ الْعِقَاب , وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِهِ فِي الصَّلاةِ , وَكَانَتْ آخِرَ مَا وَصَّى بِهِ أُمَّتَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الصَّلاةَ خَيْرُ أَعْمَالِكُمُ الْبَدَنِيَّةِ , وَأَنَّهَا رِفْعَةٌ لَكُمْ وَسَعَادَةٌ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ , فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا فَمَا أَسْرَعَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى غَيْرِهَا مِنْ دِينِهِ , وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَع .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ فَضْلُهَا عَظِيمٌ وَأَجْرُهَا كَبِيرٌ , وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ تَهَاوَنَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهَا , حَتَّى رُبَّمَا كَانَ شَخْصَاً مَعْرُوفَاً بِالْخَيْرِ وَالصَّلاحِ وَمَعَ هَذَا تَجِدُ عِنْدَهُ تَقْصِيرَاً وَاضِحَاً فِي صَلاةِ الْفَجْرِ , وَفِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ نُبَيِّنُ فِيهَا بِإِذْنِ اللهِ الأَسْبَابَ الْمُعِينَةَ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ , عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا !
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَسْبَابِ التِي تَحْمِلُكَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ مَعْرِفَةَ فَضَائِلِهَا , فَقَدْ أَقْسَمَ اللهُ بِهَا فِي السُّورَةِ التِي سُمِّيَتْ بِاسْمِهَا فَقَالَ (وَالْفَجْرِ) , وَجَعَلَ اللهُ الْمَلائِكَةَ تَشْهَدُهَا , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وَالْمُرَادُ بِقُرْآنِ الْفَجْرِ صَلاةُ الْفَجْرِ , تَشْهَدُهَا الْمَلائِكَةُ .
إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ تَعْدِلُ مَعَ صَلاةِ الْعِشَاءِ قِيَامَ لَيْلَةٍ , فَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُله) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
إِنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ سَبَبٌ لِلنُّورِ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَعَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ , فَاعْلَمْ أَنَّ النُّورَ الذِي يَكُونُ مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , تَحُوزُهُ الآنَ فِي الدُّنْيَا أَوْ تُضَيِّعُهُ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
إِنَّ صَلاةَ الْفَجْرِ تَجْعَلُكَ فِي ذِمَّةِ اللهِ وَعَهْدِهِ , فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكَ تَكَفَّلَ اللهُ بِرَدِّهِ وَالدِّفَاعِ عَنْكَ , فَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
وَأَبْشِرْ يَا مَنْ تُحَافِظُ عَلَى الْفَجْرِ أَنَّ خَبَرَ صَلاتِكَ تُعْلِنُهُ الْمَلائِكَةُ الْكِرَامُ بَيْنَ يَدَيْ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى !!!
وَأَنْتَ يَا مَنْ تَرَكْتَ صَلاةَ الْفَجْرِ : كَمْ أُجُورٍ ضَيَّعْتَهَا يَوْمَ نِمْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ ؟ وَكَمْ حَسَنَاتٍ خَسِرْتَهَا يَوْمَ سَهَوْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ؟ وَكَمْ مِنْ كُنُوزٍ فَقَدْتَهَا يَوْمَ تَكَاسَلْتَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ ؟ فَهَلْ تَذَكَّرْتَ وَتَصَوَّرْتَ مَاذَا يُقَالَ عَنْكَ عِنْدَ رَبِّكَ ؟ رَاجِعْ نَفْسَكَ وَتَدَارَكْ عُمْرَكَ وَاحْزِمْ أَمْرَك ! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ , وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ , ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ , فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ , وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ تَمتُّعِكَ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْجَنَّةِ , فَإِيَّاكَ أَنْ تُحْرَمَ ذَلِكَ , فَعَن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , فَقَالَ (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) ثُمَّ قَرَأَ (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبهَا) مُتَّفق عَلَيْهِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : إِنَّ مِمَّا يُعِينُكَ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلاةِ الْفَجْرِ أَنْ تَعْرِفَ مَسَاوِئَ تَرْكِ هَذِهِ الصَّلاةِ الْعَظِيمَةِ !
فَمِنْ ذَلِكَ : أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلاةُ الفَجْرِ , وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا , وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فتُقامُ , ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمُ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ , فأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بيوتهم بالنار) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فَهَلْ تَرْضَى أَنْ يُقَالَ عَنْكَ : إِنَّكَ مُنَافِقٌ ؟؟؟
عن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الْإِنْسَانَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعِشَاءِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ , أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ .
إِنَّ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ فَهُوَ مُتَوَعَّدٌ بِالْوَيْلِ وَالْغَيِّ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ,,, جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ (غَيَّاً) وَادٍ فِي جَهَنَّمَ أَوْ نَهْرٍ فِي جَهَنَّمَ !!! وَمَعْنَى : أَضَاعُوهَا : أَخَّرُوهَا عَنْ وَقْتِهَا كَسَلاً وَسَهْوَاً وَنَوْمَاً .
إِنَّ تَرْكَ صَلاةَ الْفَجْرِ يُوجِبُ أَنْ يَتْعَسَ الإِنْسَانُ وَيَكُونَ يَوْمَهُ كَسِلاً خَبِيثَ النَّفْسِ , بِعَكْسِ مَنْ صَلَّاهَا , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ ، فَارْقُدْ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
إِنَّ نَوْمَكَ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ , فعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ (هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا) فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ (إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، فَقَالَا لِي : انْطَلِقْ ! انْطَلِقْ ! فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ فَيَبْلُغُ (وفي رواية : فَيَثْلَغُ) رَأْسَهُ ، فَيُدَهْدِهُ الْحَجَرَ هَاهُنَا ، فَيَتْبَعُهُ ، فَيَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ ، فَيَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَالَ (قَالَا : أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ !!! أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ , فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
فَيَا مَنْ تَنَامُ عَنْ صَلاةِ الْفَجْرِ وَغَيْرِهَا : هَلْ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ هَذَا جَزَاءَكَ ؟
إِنَّ تَضْيِيعَكَ لِصَلاةِ الْفَجْرِ يَمْنَعُ عَنْكَ الرِّزْقَ وَالْبَرَكَةَ فِي مَالِكَ , قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب) وَالصَّلاةُ مِنْ أَعْظَمِ التَّقْوَى وَخَاصَّةً صَلاةُ الْفَجْرِ , قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : وَنَوْمَةُ الصُّبْحِ تَمْنَعُ الرِّزْقَ لِأَنَّهُ وَقْتٌ تُقَسَّمُ فِيهِ الأَرْزَاقُ , وَرَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ابْنَاً لَهُ نَائِمَاً نَوْمَ الصُّبْحِ , فَقَالَ لَهُ : قُمْ !!! أَتَنَامُ فِي السَّاعَةِ التِي تُقَسَّمُ فِيهَا الأَرْزَاقُ ؟
فَأَيْنَ الْمُشَمِّرُونَ ؟ وَأَيْنَ التَّائِبُونَ ؟ وَأَيْنَ النَّادِمُونَ ؟ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ اسْتَمَعَ الْقَوْلَ فَاتَّبَعَ أَحْسَنَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ , وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم .










الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ , وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
أَمَّا بَعْدُ : فَاعْلَمْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ أَنَّ اللهَ جَعَلَ لَكِلِّ شَيْءٍ سَبَبَا ,فَاسْتَعِنْ بِرَبِّكَ وَاعْمَلِ الأَسْبَابَ التِي تُعِينُكَ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى طَاعَةِ رَبِّكَ , وَأَبْشِرْ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فَمِنَ الأَسْبَابِ التِي أَنْتَ تَسْتَطِيعُهَا بِإِذْنِ اللهِ : النَّوْمِ الْمُبَكِّرِ , إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَيَكْرَهُ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا , فَأَعْطِ بَدَنَكَ حَقَّهُ وَجَاهِدْ نَفْسَكَ لِيَنْتَظِمَ نَوْمُكَ مُبَكِّرَاً وَسَتَرَى ذَلِكَ ظَاهِرَاً فِي نَشَاطِكَ وَقُوَّةِ بَدَنِكَ .
وَمِنَ الأَسْبَابِ : أَنْ تَنَامَ عَلَى وُضُوءٍ , وَتَقْرَأَ أَذْكَارَ النَّوْمِ الْوَارِدَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمِنْهَا : أَنْ تَجْمَعَ يَدَيْكَ وَتَنْفُثَ فِيهِمَا وَتَقْرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللهُ أَحْد وَالْمَعُوذَتَيْنِ , ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا رَأْسَكَ وَوَجْهَكَ وَمَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بَدَنِك , وَتُكَرِّرُ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ , وَمِنْهَا : أَنْ تُسَبِّحَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ , وَتَحْمَدَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ , وَتُكَبِّرَ اللهَ أَرْبَعَاً وَثَلاثِينَ , فَإِنَّهَا مِنْ أَسْبَابِ النَّشَاطِ , وَمِنَ الأَذْكَارِ : أَنْ تَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِي , وَاضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِكَ الأَيْمَنَ وَلْتَكُنْ يَدُكَ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّكَ الأَيْمَنِ !
وَمِنَ الأَسْبَابِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ : أَنْ تَجْعَلَ عِنْدَ رَأْسِكَ مُنَبِّهَاً إِمَّا الْجَوَّالَ أَوْ غَيْرَهُ لِيَرِنَّ عِنْدَ وَقْتِ الصَّلاةِ , وَمِنْ ذَلِكَ : أَنْ تُوصِيَ أَحَدَاً أَنْ يُوقِظَكَ لِلصَّلاةِ إِمَّا مِنَ الأَهْلِ أَوِ الْجِيرَانِ أَوِ الأَصْدَقَاءِ , فَإِنَّ هَذَا مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى !
ثُمَّ جَاهِدْ نَفْسَكَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى وَكَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ , وَلَوْ فَشَلَتْ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ , فَاجْتَهِدْ حَتَّى تَسْتَقِيمَ أُمُورُكَ وَتُحَافِظَ عَلَى طَاعَةِ رَبِّكَ , وَتَنْتَظِمَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ !
سَدَّدَ اللهُ خُطَاكَ وَفَتَحَ عَلَيْكَ وَأَعَانَكَ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَجَنَّبَكَ كُلَّ شَرٍّ , وَجَعَلَكَ مِنَ الْمُسَابِقِينَ لِلصَّلَوَاتِ عُمُومًا وِلِصَلاةِ الْفَجْرِ خُصُوصَاً .
عِبَادَ اللهِ : صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ , إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا , وَأَصْلِحْ لَنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا , وَأَصْلِحْ لَنا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا , وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنا فِي كُلِّ خَيْرٍ , وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ , اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الْغَلا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلازِلَ وَالْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن .
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم احفظْ بلادَنا وولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّ العالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-22-2014, 10:04 AM   #3
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

اللحظـــــــــــــــة الحاسمـــــــــــــــة



الخطبةُ الأولى
الحمدُ لله حكم بالفَناء على هذه الدارِ ، وأخْبَرَ أنّ الآخرةَ هي دارُ الْقَرارِ , أحمدُه على نِعَمهِ الْغِزار ، وأشْهدُ أنْ لا إله إلا الله الواحدُ القهّار . وأشهد أنّ محمداً عبدُه ورسوله حذّر مِنَ الرُّكونِ إلى هذه الدّار , صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الْبَرَرَةِ الأطْهار , وَسلّم تسْليماً كثيراً ..
أما بعد :
أيها الناس / أوصيكم بوصية ربكم لكم تقوى الله عز وجل فهو القائل: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ))
سبيلُ الخلقِ كلُّهمُ فنـــاءُ فما أحـدٌ يدوم له بقـاءُ
يقرِّبنا الصباحُ إلى المنايـا ويُدنينـا إليهنَّ المسـاءُ
أتأملُ أنْ تعيشَ وأيُّ غصنٍ على الأيام طال له النماءُ
عباد الله / داءٌ خطير ، ومرض عُضال أودى بمستقبل كثير من الناس ، فأبدل أفراحهم هموماً وغموماً وصار سبباً في موت قلوبهم ، وتبلُّد أذهانِهم ، فوصفهم الله بما اتصفوا به (( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ))
إنه داءُ الغفلة عن الموت وما عند الموت وما بعده .
الساعة الرهيبة العجيبة , ساعة الاحتضار ، وإن شئت فقل : اللحظة الحاسمة لحظة ُتوديع الدنيا واستقبالِ الآخرة ، التي كلها كروبٌ وشدة , وسكرات وحسرات , عندها الإنسان ينسى دنياه بأسرها ، ولا يشغله لحظاتها ساعة ، اللحظة الحاسمة التي ما خاف من عاقبتها أحد إلا ونجا، وما غفل عنها أحد إلا تحسّر وندم.
لحظة قاسية الآلام ، شديدة المعاناة ، عانا منها خير الخلق صلى الله عليه وسلّم ، فإنه لما نزلت به ؛ أخذ يأخذ من ماء عنده ويمسح به وجهه الشريف وهو يقول صلى الله عليه وسلم : (( لا إله إلا الله إنّ للموت سكراتٌ ، إنّ للموت سكرات )) [ رواه البخاري ]
الموتُ فاعملْ بجـدٍّ أيهـا الرجـلُ
واعلمْ بأنّك مِنْ دُنيـاكَ مُرْتَحِلُ
كأنّني بكَ يا ذا الشّيـبِ في كرْبٍ
بين الأحبةِ قد أوْدَى بك الأجلُ
فاعملْ لِنفسكَ يا مسكيـنُ في مَهَلٍ
مـا دام ينفعُك التّذكارُ والعملُ
عباد الله / لقد صور لنا الله  هذه اللحظةَ بقوله : ((وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ))
وبقوله  : (( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ، وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ )) وبقوله  ((فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ ، وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ، فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ، تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ))
هذه اللحظة الحاسمة , والساعة العصيبة ، التي سوف يتذوقها كل واحد منا ؛ وصفها عمرو بن العاص  عندما حل به الموت ، وسأله ابنه فقال : يا أبتاه ! إنك لتقول : يا ليتني ألقى رجلا عاقلا لبيبا عند الموت حتى يصف لي ما يجد ؛ وأنت ذلك الرجل ، فصف لنا الموت ، فقال : يا بني ، والله كأن جنبي في تخت ، وكأن جبل رضوا على صدري ، وكأني أتنفس من خرم إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ، ورُوي عن الحسن أنه قال: رُؤي أحد الصالحين بعد موته فقيل له:كيف وجدت طعم الموت؟ قال: أوّاه أوّاه وجدته والله شديداً والذي لا إله إلا هو لهُو أشد من الطبخ في القدور والقطع بالمناشير, أقبل ملك الموت نَحْوي حتى استلَّ الروحَ من كل عضو منّي فلو أني طُبختُ في القدور سبعين مرة لكان أهون عليَّ. كفى بالموت طامَّة وما بعد الموت أَطمّ وأعظم. ويُرى آخَر في المنام فيقال له: كيف وجدت نفسك ساعة الاحتضار؟ قال: كعصفور في مقلاةٍ لا يموت فيستريح, ولا ينجو فيطير. فلا إله إلا الله . تخيل نفسك ، أيها الغافل عن الموت ، تخيل تلك اللحظات الحاسمة ، عندما ينزل بك ، وأهلك من حولك ، وقد تجمع إليك أطفالك ، ينظرون إليك ، ودموعهم على خدودهم ، وأنت تعاني من سكرات الموت ، قد ثقل لسانك ، وَعَرُقَ جبينك، وتتابع أنينك، وثبت يقينك، وتحقق فراقك، وارتفعت أجفانك، فبكى الأولاد والإخوان والخلان ، ثم انشغلوا بغسلك وتكفينك ودفنك , لينشغلوا بعده بمالك وبما تركت لهم من حُطام الدنيا .
فالله المستعان على تلك اللحظات .
إننا – ياعباد الله - نستبعد الموت ، نستبعده لأننا أصحاء ، ونستبعده لأننا أغنياء ، وهو والله قريب ! فلا الصحة تمنع عنه ، ولا الغنى ينجي منه ! فخذوا حذركم واستعدوا لهذه اللحظة الحاسمة ؛ كما استعد لها الأولون .
اللّهم هوِّن علينا السكرات , وارزقنا النطق بالشهادة عند الممات .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِر الله َلِي ولَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتَغْفِرُوهُ إنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيم.

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِهِ ، والشّكْرُ له على توفيقه وامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ ألاّ إله إلا الله تعظيماً لِشَانهِ ، وأشهدُ أن نبيّنا محمداً عبدُه ورسولُهُ الداعي إلى رضوانِهِ ، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابِهِ وأعْوانِهِ وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعدُ : عباد الله / كم يفرح المرء أحياناً بذهاب الليالي والأيام، لرغبة أو مطمع، ولكنه مع ذلك يجب أن لا ينسى أن ذلك يُنقص من عمره، ويدني إلى أجله، وأنها مراحل يقطعها من سفره، وخطوات يمشيها إلى قبره، فهل يفرح بذلك إلا من استعدّ للقدوم على الله بعمل صالح يُرضي الله عنه؟
فتذكروا رحمكم الله بانقضاء العام انقضاء الآجال، وبسرعة مرور الأيام دنو الآجال، وحلول هادم اللذات، بتغير الأحوال في هذه الحياة زوال الدنيا وحلول الآخرة ، فلقد رأينا من يملك هذه الدنيا الفانية، وقد رحل منها بكفن، ومن لا يملك منها شيئاً قد رحل بكفنٍ مثله، فالجميع لا شك متساوون في القبور، المعظّم والمحتقر، ولكن بواطن القبور مختلفة، إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النيران عياذاً بالله، هذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا – رَحِمَنِي اللهُ وَإِيّاكُم – على مَنْ أَمَرَ اللهُ باِلصّلاةِ والسّلامِ عَلَيْهِ ، فَقَال )) إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا))
وقال ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) [ رواه مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه ]
اللّهم صَلّي وَسَلّم على عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمّد ، وعلى آلِه وَصَحْبهِ أَجْمَعِينَ ، وارضَ اللّهُمَّ عن الخلفاء الراشدينَ : أبي بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ وَعَلي ، وعن بقيةِ الْعَشَرَةِ المبشرينَ بالجنة ، وعن صحابة رسولِكَ أجْمَعينَ ، وعَنِ التابعينَ وتابعيـهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين ، وعنّا مَعَهُم بِرحمتـكَ يا أرْحم الراحمين .
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2015, 10:56 AM   #4
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

خطبة عن حادثة الحدود الشمالية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُهُ سُبحانه وأشكرُه على نِعمةِ الأمنِ والدّين، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وليُّ الصّالحينَ، وأشهدُ أنّ نبيّنا مُحمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ إمامَ الْمتّقينَ ، وقائدَ الغرّ المُحجَّلين، صلّى الله عليهِ وعلى آلهِ وصحْبِه أجْمعين.
عباد الله / أوصِيكُم ونفْسي بتقوى اللهِ عزّ وجلّ (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))
عباد الله / الأمنُ مطلبٌ عزيزٌ وكنز ثمين ، إذ ْهو قِوامُ الحياةِ الإنسانيةِ كلِّها ، تتطلعُ إليه المجتمعاتُ ، وتتسابقُ لتحقيقهِ السُّلُطاتُ ، وتتنافسُ في تأمينهِ الحكومات ، فهو مطلبٌ يسبقُ طلبَ الغِذاءِ ، فبغيرهِ لا يُستساغُ طعامٌ ، ولا يهنأُ عيشٌ ، ولا يلذُّ نومُ .فالنفوسُ في ظلّهِ تُحفظُ، والأعراضُ والأموالُ تُصانُ ، والشرعُ يسودُ ، والاستقرارُ النفسيُّ والاطمئنانُ الاجتماعيُّ يحصل .
ونحن في هذه البلاد – عباد الله – نعيش مع هذه النعمةِ ومع غيرها من النعم التي لاتُعدُّ ولا تُحدُّ ، حتى أصبحت بلادُنا حديقة غناء .
حديقةٌ لأنَّ فيها أولَ بيتٍ وُضع للناس، وخُتِم بنبيها الرسالات، وتَنزل آخرُ كتاب في ديارها .
حديقةٌ لأنها قبلةُ المسلمين ، ومُتنزلُ وحيِه ، ومولدُ رسولِه ، ومبعثُهُ ، ومُهاجِرهِ ، ومماتُه عليه الصلاة والسلام .
حديقةٌ لأنها تحتضنُ شعائرَ المسلمين ومَشاعِرَهُم ، ليس مرتبطا بمشاعرنا وحدنا فقط ؛ بل مرتبطٌ به كلُّ مسلم، فأمننا أمنهم، واستقرارنا استقرارهم ، والله في مُحكمِ تنزيلهِ قالَ ((جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ ))
بلادُنا حديقةٌ غناءٌ ، ثمارُها : أمنٌ ، ورخاءٌ ، ووحدةٌ وطنيةٌ ليست مرتبطةٌ بعصبيةٍ ولا قبلية ، ولُحمةٌ وتماسكٌ بين أفرادها ؛ بل من أطيبِ ثِمارها : حمايةُ وخدمةُ الحرمين الشريفين .
ومما يُذكر ولا يُنكر ما أفاءَ اللهُ علينا في بلادنا من نعمةِ المالِ الفائض ، والخيرِ الوفير ، والعيشِ الرّغيدِ حتى شَهِدَ بذلك البعيدُ والقريبُ ، والعدوُّ والصديقُ ، وأضحى تأثيرُها على العالم أجْمع ، وهذا فضلٌ من الله تعالى ثُمَّ بفضلِ تمسكها واعتزازها في دينها ؛ معَ يقيننا أن الكمالَ عزيزٌ ، ورضَا الناسُ غايةٌ لا تدرك ، والنقصُ والخطأُ من شأن البشر ، ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ))
عباد الله / هذه بلادُنا ، وهذه بعضُ ثمارِ تلك الحديقةِ الجميلةِ الغنّاء ؛ إلا أنّ هذه الحديقةَ لها حساد ! فَكَمْ مِنْ مُتربّصٍ يريدُ تفتيتَ بلادِنا ، وتمزيقَ شملِها ، وهدمَ وحدتها ، وانهيارَ كيانها ؛ بلْ جرّها لفتنٍ طائفية ، وتعصباتٍ قبليةٍ ، ومناهجَ دخيلة ، وتجاربَ مشبوهةٍ لا تعرف نتائجُها ،ولا تُحسب عَواقبُها ، وما حصلَ قبل أيامٍ منْ قتلِ رجالِ الأمنِ والاعتداء ِ عليهم في مركزِ جُدَيْدَةَ عرْعرَ الحدودي مع العراق ِمن قبلِ مجموعةٍ تكفيريةٍ متطرفة ماهو إلا عملٌ منكرٌ ، وجُرْمٌ شنيعٌ ، ولكُم أنْ تتأملوا الفرقَ بينَ القاتلِ والمقتولِ ؛ أما رجالُ الأمنِ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إلاَّ الذِي ماتَ مُرَابِطًا فِي سَبيلِ الله، فإنَّهُ يُنَمَّى لهُ عَمَلُهُ إلَى يَومِ القِيَامَةِ، ويأْمَنُ فِتنَةَ القَبْرِ)) رواه مسلم ، وعِندَ ابن مَاجَه: ((مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبيلِ الله أُجْرِيَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ الصَّالِحُ الذِي كَانَ يَعْمَلُ، وأجْريَ عَليْهِ رِزْقَهُ، وأُمِّنَ مِنَ الفَتَّانِ، وبَعثَهُ الله يَومَ القِيَامَةِ آمِنًا مِنَ الفَزَعِ))، يَقُولُ الطِّيبيُّ رَحِمهُ الله: "أي: يُقَدَّرُ لَهُ مِنَ العَمَلِ بَعْدَ مَوتِهِ كَمَا جَرَى مِنهُ قَبلَ المَمَاتِ، وأُجْرِيَ عَلَيهِ رِزْقُهُ، أي: يُرْزَقَ في الجَنَّةِ كالشُّهَدَاءِ، ذَلِكَ إذَا قَصَدَ حِرَاسَةَ الدِّينِ ونُصْرَةَ المسْلِمينَ وإعْلاءَ كَلِمَة الله".
أما القاتلُ منْ هؤلاء البغاةِ الخارجينَ عنِ الجماعةِ فقدْ روى الترمذيُّ وحسّنهُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال َ: ((مَنْ أهَانَ سُلْطَانَ الله في أرْضِهِ أهَانَهُ الله)) قالَ أهلُ العلمِ : ومنْ إهانةِ السُّلطانِ إهانةَ جُنْدِهِ ، وأيُّ إهانةٍ أعظمُ منَ الْقتْلِ ؟! فَلْيَنْتَظِرِ القَتَلَةُ لِرِجَالِ الأمْنِ الهَوانَ في الدُّنْيَا والهَوَانَ يَومَ القِيَامَةِ، كَمَا أخْبَرَ اللهُ بذلِكَ فقَال: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))
بَاْرَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فَيْهِ مِنَ اَلآيَاْتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .


الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أما بعدُ فاتّقُوا اللهَ عبادَ الله ، واعْلموا أنّ المسؤوليةَ علينا جميعاً في المحافظةِ ، وحمايةِ هذه الحديقةِ الجميلةِ من الْحرائقِ المحيطةِ بها ،وذلك بالاعتزاز بهذا الدينِ ، وشُكْرِ المُنعمِ المُتفضّلِ ربِّ العالمينَ ؛ فالنّعمُ إذا شُكِرت زادت وقرّت ، وإذا كُفِرت زالت وفرّت ، وكذلك الانتماءُ المُخلصُ لهذا الوطنِ ، والشُّعورُ الجماعيُّ بِمسؤوليةِ الحفاظِ على الوطنِ ، والمُمتلكاتِ ، والمُكتسباتِ ، والالتفافُ حولَ الولاية الشرعية ، وصدُّ كُل فتنة ، أو مَسْلكٍ ، أو دعوةٍ تُهدّدُ أمنَ هذا الوطنِ ، ورغدِ عيشِهِ ، والوقوفُ صفا واحدا معَ ولاةِ أمرِنا في
وجهِ كلِّ مُتربصٍ ، ومواجهةِ كلِّ صائل ، ودَحرِ كُلِّ عادٍ كائنا من كان ، والعملُ على تحقيقِ قولِ الله تعالى (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا .. الآية ))
وقول رسولِهِ – صلى الله عليه وسلم - كما في الحديثِ الذي أخرجه مسلمٌ في صحيحه ، وأحمدُ في مسنده عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه – أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال : (إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا : يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَتَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَأَنْ تَنَاصَحُوا لِمَنْ وَلاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ . وَيَسْخَطُ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ)
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يَحْفظَ لنا حديقتَنا الغنّاءَ ، وأنْ يُجنّبَها الحرائقَ إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليهِ ، هذا وصَلُّوا رَحِمَكُم الله ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما (( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ))
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 01-23-2015, 12:29 PM   #5
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

خطبة عن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ{كُلُّ مَنْ عَلَيْها فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ} الذي خلقَ الموتَ والحياةَ ليبلوكم أيكُم أحسنُ عملاً؛ أحمدُه تعالى وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وجهُهُ، لهُ الحكمُ وإليهِ ترجعون، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أنزلَ اللهُ تعالى عليهِ{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه، وعلى آله وأصحابِهِ أجمعين، وعلى كلِّ من تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين
أيها المسلمون : إنَّ الموتَ سُنّةُ اللهِ في الكونِ لا تتبدلُ {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}
ولا تتحولُ {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}
فالموتُ كأسٌ وكلُّ الناسِ شاربُهُ، تحسَّى مرارتَهُ الأنبياءُ، والأولياءُ، والعلماءُ والزعماءُ،
كلُّ ابنِ أنثى وإنْ طالتْ سلامتُهُ
يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ
،{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ولذلكَ وجبَ عدمُ الغفلةِ عن هذا المصيرِ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ (أكثروا من ذكرِ هادمِ اللذاتِ الموتِ ) وهذا الذكرُ يفيدُ الاستعدادَ للموتِ واستشعارَ قُربِهِ، ومما يذكّرُ به ما يُشرعُ عندَ موتِ أحدٍ منَ المسلمينَ منَ التعزيةِ والاعتبارِ، ولقدْ فُجعتِ الأمةُ بعامةٍ والمجتمعُ السعوديُّ بخاصةٍ بوفاةِ قائدِ هذهِ الأمةِ ، وإمامِها ، خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِالله بنِ عبدِالعزيز ، رحمهُ اللهُ تعالى رحمةً واسعةً ، وأسكنَهُ فسيحَ جناتِهِ ، إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون ، اللهم أجرناَ في مُصيبتِناَ واخلفْ لنا خيراً منها ، فبرغمِ تصدُّعِ القلوبِ ، وانكسارِ الأفئدةِ يا عباد الله : لهذا الحدثِ الجللِ ، إلا أنَّ الصبرَ ديدنُ المؤمنينَ ، أمرَهُم اللهُ بهِ ، وأثابَهُم عليهِ ، فالفقيدَ رحمَهُ اللهُ أدَّى الأمانةَ التي عليهِ ، وملكَ قلوبَ الناسِ بعطفِهِ وتواضُعِهِ ، فأحبَّهُ الناسُ جميعاً ، قَدِمَ إلى ربٍّ رحيمٍ، قدمَ إلى أرحمِ الراحمينَ، وأكرمِ الأكرمينَ، وإنَّ للفقيدِ صفاتٍ حميدةً، وأفعالاً مباركةً، فهو ذو حزمٍ وحكمةٍ ، ودرايةٍ وحنكةٍ ، قادَ هذهِ البلادَ ، حتى غدتْ مثالاً يُقتدى بها ، بنى وشيَّدَ في شتى المجالاتِ ، وجَّهَ منَ الكلماتِ ، وقادَ البلادَ بحكمةٍ جنَّبتْها المزالقَ والمهالكَ ، كانَ جُلُّ اهتمامِهِ رحمَهُ اللهُ أنْ يبقى هذا البلدُ الطيبُ المباركُ وأهلُهُ ومن فيهِ من ضيوفِ هذهِ البلادِ الذين يبحثونَ عن لقمةِ العيشِ ، كانَ جُلُّ اهتمامِهِ أنْ يظلَّ الجميعُ في أمنٍ وأمانٍ ، وعيشٍ رغيدٍ ، حتى غدتْ هذه البلادُ بفضلِ اللهِ ثم بتوجيهِهِ رحمَهُ اللهُ وبتكاتُفِ أهلِ هذهِ البلادِ الطيبينَ والتمامِهِم على ولاةِ أمرهِم ، نبراساً في سبيلِ الحقِّ والمنهجِ القويمِ ، يغبِطُهُم على هذهِ اللحمةِ شعوبُ الأرضِ جميعاً ، وكم لهُ رحمَهُ اللهُ منَ الكلماتِ الأبويةِ الحانيةِ ، والتوجيهاتِ والوصايا القيمةِ ما يوجبُ الدعاءُ لهُ والترحمُ عليهِ ، رحمَ اللهُ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ فكم كانَ حريصاً على لُحمةِ هذهِ البلادِ وصيانةِ أمنِ مواطنِيها والمقيمينَ فيهاَ وزوارِها منَ الحجاجِ والمعتمرينَ رحمَ اللهُ الأبَ القائدَ فكم لهُ من لفتةٍ أبويةٍ حانيةٍ مسحتْ أدمعَ الأيتامِ ورفعتْ منْ معاناةِ الأُسرِ ، ويسرتْ سُبلَ العيشِ الكريمِ لهُمْ ، اللهُم اسكنْهُ فسيحَ جنتِكَ واجزهِ عن جُهدِهِ خيرَ ما جزيتَ عبادَك المخلصينَ ، فقد غدى الحُجاجُ والمعتمرونَ يفدونَ إلى المشاعرِ وكأنَّهم في رحلةِ استجمامٍ تنسيهِم وعثاءَ السفرِ ولمْ يزلْ بهِ همُّ ضيوفِ الرحمنِ ، حتى بدأَ بتنفيذِ هذا المشروعِ الضخمِ ، توسعةِ الحرمِ الشريفِ الذي لم يشهدْ لهُ التاريخُ مثيلاً ، فسطَّرَ له التأريخُ بمدادٍ من فخرٍ ونورٍ ، نسألُ اللهَ أن يُتمَّ له بهِ النورَ ، كم كانَ يوصي بالتمسكِ بشرعِ اللهِ وسنةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وكم أكَّدَ على التمسكِ بتحكيمِ الشريعةِ، وثوابتِ الدينِ ولا يجاملُ في العنايةِ بالعقيدةِ الإسلاميةِ الصحيحةِ والسنةِ القويمةِ وربطِ الأمنِ بالإيمانِ، والاهتداءِ بهديِ القرآنِ، ومنهجِ السلفِ الصالحِ، والوسطيةِ والاعتدالِ، سائراً في كلِّ ذلكَ على خُطى والدِهِ المؤسسِ الملكِ عبدِ العزيزِ آل سعودِ طيبَ اللهُ ثراهُ ، وما تعاقبَ عليهِ إخوانُهُ الذين سبقوهُ من ملوكٍ رحمَ اللهُ ميتَهُم، وحفظَ اللهُ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز سددَهُ اللهُ ووفقَهُ ، وألبسَهُ الصحةَ والعافيةَ ، أحسنَ اللهُ عزاءَ الأمةِ في خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِالله بنِ عبدِالعزيز ، وألهمنَا وخادمَ الحرمينَ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بنَ عبدِالعزيز ، وإخوانَهُ وأهلَهُ وأبناءَهُ ، الصبرَ على هذهِ المصيبةِ، قائلينَ مرددينَ ، اللهمَّ آجِرْنا في مصيبتِنا، واخلفْنا خيراً منها، و إنا للهِ و إنا إليهِ راجعون، ولا نقولُ إلا ما يُرضي الربَّ. أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ ...............................

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ، أحمدُه تعالى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، أما بعد: فإنَّ بلادَنا بفضلِ اللهِ ما زالتْ تحوي الكنزَ الثمينَ والرجالَ المصلحينَ ، وعزاؤنا أننا شعبٌ صبورٌ يؤمنُ باللهِ ويستسلمُ لقضائِهِ وقدرِهِ ، ومتبعونَ لسنةِ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وبحمدِ اللهِ نحنُ في بلادٍ ما يترجَّلُ فيها فارسٌ إلا ويتسلمُ عنانَ المسؤوليةِ من بعدهِ فارسٌ آخرُ، كلُّهُم عاشوا في خِضَمِّ هذهِ المسؤوليةِ الجسيمةِ ، مسؤوليةِ قيادةِ الأمةِ ، وتدبيرِ شؤونِ البلادِ ، عاشوا في هذهِ البيئةِ منذُ نعومةِ أظفارِهِم ، ورزقَهُمُ اللهُ الحكمةَ والأناةَ ، وبُعدَ النظرَ ، تمَّمَ ذلكَ وتوَّجَهُ حرصَهُم على تطبيقِ شريعةِ اللهِ وحمايةِ جنابِ التوحيدِ ، والذودِ عن عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ وسلفِ هذهِ الأمةِ الصالحِ ، وبتوفيقِ اللهِ يختارُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ ، الأميرَ مقرنَ بنَ عبدِالعزيزِ ولياً للعهدِ نائباً لرئيسِ مجلسِ الوزراءِ، نسألُ اللهَ لهم جميعاً مزيدَ الإعانةِ والتوفيقِ ، ونسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يوفقَنَا لطاعتِهِ وطاعةِ رسولهِ وطاعةِ مَنْ وَلِيَ أمرَنا ، هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشيرِ والسراجِ المنيرِ، فقد أمرَكم بذلكَ ربُّكم العليمُ الخبيرُ، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ .... اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ. وأذلَّ الشركَ والمشركينَ ودمرْ أعداءَ الدينِ اللهم أنتَ ربُّنا وأنتَ وليُنا ومولانا،أمرتنا بالدعاءِ ووعدتْنَا بالإجابةِ ،فنسألُك باسمِكَ الأعظمِ الذي إذا دُعيتَ بهِ أجبتَ وإذا سُئلتَ بهِ أعطيتَ،نسألُكَ بأنْ تغفرَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ عبدِاللهِ بنِ عبدِالعزيز وتسكنُهُ فسيحَ جناتِكَ ونسألُكَ أنْ تلطُفَ بأهلِنا في فلسطينَ وسوريا وأهلِنا في العراقِ واليمنِ وأهلِنا في مصرَ وليبيا وتونُسَ والجزائرَ والسودانِ وسائرِ بلاِدِ المسلمينَ ، وتحفظَهُم وتحقنَ دماءَهم وتكشفَ غمتَهم، ونسألك بأنك أنت القويُّ أنْ تقويَهُم وتربطَ على قلوبِهم،نسألُكَ اللهم بأنك أنت البرُّ الرحيمُ أنْ ترحمَ شهداءَهم وتشفي جرحاهُم، وتؤمنَ روعاتِهم وتبدلَ خوفَهم أمناً،عاجلاً غيرَ آجل يا رب العالمين،اللهم يا من تُعزُّ وتذلُّ من تشاءُ يا من تؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ,نسألُكَ باسمِكَ العزيزِ الحكيمِ أن تبرمَ لأمةِ الإسلامِ قاطبةً أمرَ رُشدٍ يُعزُ فيهِ أهلُ العدلِ والصلاحِ ويذلُّ فيهِ أهلُ الظلمِ والفسادِ أنتَ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ،حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل ،اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا واجعلهم هداةً مهتدينَ واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَكَ واتقاكَ واتبعَ رضاكَ يا أرحمَ الراحمين. اللهم أصلح حالَ المسلمينَ اللهم اجمع كلمتَهم على الحقِّ وردَّهم إلى دينِك رداً جميلاً اللهم اغفر لفقيدِنا الملكِ عبدِالله بنِ عبدِالعزيز،اللهم اغفرْ لهُ وارحمْهُ وعافِهِ واعفُ عنهُ، وأكرم نُزُله، ووسع مُدخلهُ، واغسله اللهم بالماءِ والثلجِ والبردِ، ونقهِ من الذنوبِ والخطايا كما ينقى الثوبُ الأبيضُ من الدنسِ، اللهم وأبدلْهُ داراً خيراً من دارِهِ، وأهلاً خيراً من أهلِهِ، وزوجاً خيراً من زوجِهِ، وأدخلهُ الجنةَ وأعذْهُ من عذابِ القبرِ ومن عذابِ النارِ، اللهم وارفع درجتَه في المهديين، اللهم وافسحْ له في قبرِهِ، ونوِّرْ له فيهِ وسائرَ المسلمين . اللهم إنا نسألك بأحبِّ أسمائِك الحسنى وصفاتِك العلى، التي إذا دعيتَ بها أجبتَ وإذا سئلتَ بها أعطيتَ ، أن تغفرَ له وترحمه رحمةً واسعةً، اللهم تجاوز عن سيئاتِه، اللهم و ضاعف له ثوابَ عملِه. اللهم وفقْ وليَّ أمرِنا وإمامَنا الملكَ سلمانَ لما تحبُّ وترضى وخذ بناصيتِهِ للبرِ والتقوى ، اللهم وفقْ وليَّ عهدِه الأميرَ مقرنَ بنَ عبدِالعزيزِ لما تحبهُ وترضاهُ اللهم احفظنا جميعاً بحفظِكَ واكلأنا برعايتِكَ وأدمْ علينا برَّكَ وزدْنا من فضلِكَ وارزقنا شكرَ النعمِ ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النار.
عبادَ اللهِ اذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكركم واشكروه على نِعمِهِ يزدْكم ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون

منقول




التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 02-10-2015, 09:17 AM   #6
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

خطبة بعنوان / مِنْ حُقُوْقِ الْأَخَوَاتِ عَلَى إِخْوَانِهِنَّ
الخطبة الأولى :
لك الحمد يا ربنا عَلَى مَا خَلَقَت وَهَدَيت ، وَنَشْكُرُك عَلَى مَا مَنَحَت وَأَعْطَيت ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ وَنشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاً عَبْدُك وَرَسُوْلُك؛ كَانَ أَتْقَى الْنَّاسِ لِرَبِّهِ، وَأَنْصَحُهُمْ لِخَلْقِهِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِرَحِمِهِ ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِنِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَىْ وَأَطِيْعُوْهُ، وَعَظِّمُوا حَقَّ الْرَّحِمِ كَمَا عَظَّمَهَا اللهُ تَعَالَى .
أَيُّهَا الْنَّاسُ: لِلْعَلَاقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْرَّوَابِطِ الْأُسَرِيَّةِ فِيْ الْإِسْلَامِ مَقَامٌ عَظِيْمٌ، وَعِنَايَةٌ كَبِيْرَةٌ، وَمِنْ أَوْصَافِ الْنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّتِيْ وَصِفَتْهُ بِهَا خَدِيْجَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إِبَّانَ نُزُوْلِ الْوَحْيِّ عَلَيْهِ قَوْلُهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:«كَلَّا وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدَاً إِنَّكَ لَتَصِلُ الْرَّحِمَ...»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمِنْ عَظِيْمِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا أَنَّ الْأَمْرَ بِهَا مَقْرُوْنٌ بِالْأَمْرِ بِالْتَّوْحِيْدِ ، كَمَا أَنَّ النَّهْيَ عَنْهَا مَقْرُوْنٌ بِالْنَّهْيِ عَنْ الْشِّرْكِ؛ فَفِيْ الْعَهْدِ المَكِّيِّ وَقَبْلَ أَنْ يَجْهَرَ الْنَّبِيُّ بِالْدَّعْوَةِ، وَمَا آمَنَ بِهِ إِلَّا أَبُوْ بَكْرٍ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَ الْنَّبِيُّ أَنَّ اللهَ تَعَالَىْ أَرْسَلَهُ «بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمن الرحم َالْأَخَوَاتُ فَهُن مِنْ أَقْرَبِ الْقَرَابَاتِ، وَهُن أَوْلَى الْنَّاسِ بِالصِّلَةِ بَعْدَ الْآَبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَلَا يَحْجُبُهن فِي الْمِيْرَاثِ إِلَّا الْآَبَاءُ وَالْأَبْنَاءُ. فحديثي إليكم رحمكم الله هو حقوق الأخوات ـ أختك يا عبدالله من الأب أو الأم أو الأخت الشقيقة ,
وَالْأَخَوَاتُ أَضْعَفُ مِنَ الْإِخْوَةِ؛ لِأَنَّ الْذَّكَرَ أَقْوَى مِنَ الْأُنْثَى، فَكَانَ لَهُنَّ مِنَ الْحُقُوْقِ عَلَى إِخْوَانِهِنَّ مَا يُقَوِّي ضَعْفَهُنَّ، وَيُزِيْلُ عَجْزَهُنَّ، وَيُوَفِّرُ الرِّعَايَةَ وَالْحِمَايَةَ لَهُنَّ.

وَالْأَصْلُ أَنَّ الْأُخْتَ تُحِبُّ أَخَاهَا وَتَعَتَزُّ بِهِ، وَتُحِسُّ بِالْأَمْنِ مَعَهُ.. تَرْفَعُ بِهِ رَأْسَهَا، وَتُقَوِّي بِهِ رُكْنَهَا.. تَفْرَحُ لِفَرَحِهِ، وَتَحْزَنُ لِمُصَابِهِ، وَتَبْكِي لِفِرَاقِهِ، وَمَنْ قَرَأَ رَثَاءَ الْخَنْسَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لِأَخِيْهَا صَخْرٍ بَانَ لَهُ مَنْزِلَةُ الْأَخِ فِيْ قَلْبِ أُخْتِهِ.

وَقَدْ تُقَدِّمُ الْأُخْتُ أَخَاهَا فِيْ حَالِ الْخَطَرِ عَلَى زَوْجِهَا وَوَلَدِهَا مِنْ شِدَّةِ مَحَبِّتِهَا لَهُ، وَوَجْدِهَا عَلَيْهِ، وَوَفَائِهَا لِعَهْدِهِ، وَحَفِظِهَا لِعِشْرَتِهِ، وَعَدَمِ نِسْيَانِهَا لِطُفُوْلَتِهِ ؛ كَمَا ذَكَرَ أَهْلُ السِّيَرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِامْرَأَةٍ أَسَرَ فِيْ بَعْضِ حُرُوْبِهِ زَوْجَهَا وَابْنَهَا وَأَخَاهَا:« فقال لها الحجاج اخْتَارِيْ وَاحِدَاً مِنْهُمْ، فَقَالَتْ: الْزَّوْجُ مَوْجُوْدٌ، وَالابْنُ مَوْلُوْدٌ، وَالْأَخُ مَفْقُوْدٌ، أَخْتَارُ الْأَخَ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَفَوْتُ عَنْهم جميعا لَحُسْنِ كَلَامِهَا».
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْأَخِ وَأُخْتِهِ مِنْ رِبَاطٍ إِلَّا أَنَّهُمَا مِنْ صُلْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ حْوَاهُمَا رَحِمٌ وَاحِدٌ، أَوْ رَضَعَا مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ؛ لَكَانَ ذَلِكَ حَقِيْقَاً بِحِفْظِ حَقِّهَا، وَوُفُورِ مَوَدَّتِهَا، وَرُسُوْخِ مَكَانَتِهَا، فَكَيْفَ إِذَا اجَتَمَعَ ذَلِكَ كُلُّهُ؟! كما َاشْتَرَكُوا فِي الْطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ، وَتَقَاسَمُوْا الْأَفْرَاحَ وَالْأَحْزَانَ. فَوَالله لَا يَنْسَى العِشْرَةَ فِيْ أَرْوَعِ أَيَّامِ الْعُمُرِ إِلَّا مَنْ امتلئى قلبه بالاحقاد و تربت نفسه على القطيعة و الفساد .
عباد الله : وَلَا يَكَادُ يُوْجَدُ أَحَدٌ مِنَ الْنَّاسِ إِلَّا وَلَهُ أَخَوَاتٌ أَوْ أُخْتٌ عَظِيْمَةٌ تَحِسُّ بِهِ، وَتَتَمَنَّى الْخَيْرَ لَهُ، وَتَسْعَى فِيْمَا يُصْلِحُهُ، وَقَدْ لَا يُحِسُّ بِذَلِكَ وَلَا يَشْعُرُ بِهِ وَلَا يَنْتَبِهُ لَهُ. لذا جاءت هذه الخطبة ذكرى وتذكير وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ كَانَ وَحِيْدَ أَبَوَيْهِ، وَلَكِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَوَقَعَ لَهُ قِصَّةٌ مَعَ أُخْتِهِ الْشَّيْمَاءَ بِنْتِ الْحَارِثِ حِيْنَ وَقَعَتْ فِي الْأَسْرِ مَعَ بَنِي سَعْدٍ قَالَتْ:«يَا رَسُوْلَ الله، إِنِّي أُخْتُكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، قَالَ: وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: عَضَّةٌ عَضَضْتَنِيهَا فِيْ ظَهْرِيْ وَأَنَا مُتَوَرِّكَتُكَ، فَعَرَفَ رَسُوْلُ الله الْعَلَامَةَ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ وَخَيَّرَهَا وَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتِ فَعِنْدِي مُنعّمةٌ مُكَرَّمَةٌ، وَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ َتَرْجِعِيْ إِلَى قَوْمِكِ فَعَلْتُ، فَقَالَتْ: بَلْ َتَرُدُّنِي إِلَى قَوْمِي فَنَحَلَهَا غُلَامَاً وَجَارِيَةً وَرَدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا»
وَكُلُّ أَمْرٍ جَاءَ فِي الْشَّرِيعَةِ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكُلُّ نَهْيٍّ عَنْ قَطِيْعَتِهَا فَالأَخَوَاتُ مِنْ أَوَائِلِ الْدَّاخِلَاتِ فِيْهِ، فَلَا أَحَدَ أَقْرَبُ مِنْهُنَّ إِلَى إِخْوَانِهِنَّ إِلَّا الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ .
وَإِذَا انْتَقَلَتْ وِلَايَةُ الْأُخْتِ إِلَى أَخِيْهَا بِوَفَاةِ وَالِدِهَا أَوْ عَجْزِهِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُحْسِنَ إِلَيْهَا، وَيَتَفَانَى فِيْ خِدْمَتِهَا، وَيُوَفِّرَ احَتِيَاجَاتِهَا، وَأَنْ يَكُوْنَ لَهَا كَأَبِيْهَا ؛ كَمَا فَعَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَعَ أَخَوَاتِهِ لِمَا اسْتُشْهِدَ أَبُوْهُ فِيْ أُحُدٍ وَخَلَّفَهُنَّ، وَكُنَّ سِتَّ أَخَوَاتٍ، فَتَزَوَّجَ جَابِرٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ امْرَأَةً تَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ، وَضَحَّى بِرَغْبَتِهِ لأَجْلِهِنَّ، فَقَالَ لَهُ رَسُوْلُ الله ^: «تَزَوَّجْتَ يا جابر ؟ قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: بِكْرَاً أَمْ ثَيِّبَاً؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبَاً، قَالَ: أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُوْمُ عَلَيْهِنَّ» رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ. فَأَقَرَّهُ الْنَّبِيُّ ^ عَلَى مَا فَعَلَ لِأَجْلِ أَخَوَاتِهِ.
وجاء في حَدِيْثِ أَبِيْ سَعِيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الله:«لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَيَتَّقِي اللهَ فِيْهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
وَصِلَةُ الْأُخْتِ بِالمَالِ وَالْهَدِيَّةِ أَوْلَى مِنَ الْصَّدَقَةِ عَلَى غَيْرِهَا ، وَلمَّا اسْتَشَارَتْ مَيْمُوْنَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُوْلَ الله فِيْ جَارِيَةٍ تُرِيْدُ عِتْقَهَا قَالَ لَهَا:«أَعْطِيهَا أُخْتَكِ وَصِلِي بِهَا رَحِمَكِ تَرْعَى عَلَيْهَا فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكِ "
وَمِنْ إِحْسَانِهِ إِلَى أَخَوَاتِهِ أَنَّ يَحْفَظَ حَقَّهُنَّ مِنْ مِيْرَاثِ أَبِيْهِ، فَلَا يَحْتَالُ لِأَخْذِهِ، وَلَا يُفَرِّطُ فِيْ صَرْفِهِ. وَإِذَا خَطَبَهَا كُفْؤٌ فَلَا يَعْضِلُهَا، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْزَّوَاجِ؛ طَمَعَاً فِيْ مَالِهَا، أَوْ عَدَمَ مُبَالَاةٍ بِحَاجَتِهَا .
عباد الله : َكَمْ مِنْ أَخٍ أَحْسَنَ إِلَى أَخَوَاتِهِ فَرَفَعَ اللهُ تَعَالَىْ ذِكْرَهُ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ ؟! وَكَمْ مِنْ فَقِيْرٍ أَغْنَاهُ اللهُ تَعَالَىْ بِسَبَبِ قِيَامِهِ عَلَى أَخَوَاتِهِ بَعْدَ أَبِيْهِنَّ وَإِعَالَتِهِ لَهُنَّ وَإِحْسَانِهِ إلَيهِنَّ ؟!
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَىْ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْعُقُوقَ وَالْقَطِيْعَةِ , كما نسأله سبحانه ان يحفظ أخواتنا وأخوات المسلمين من كل شر وسوء وفتنة وأن يرزُقُهن العفو و العافية في الدنيا والاخرة
بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآَنِ.....


الخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يَلِيْقُ بِجَلَالِ رَبِّنَا وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ الله- وَأَطِيْعُوْهُ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: كَثِيْرٌ مِنَ الْنَّاسِ يَنْسَوْنَ أَخَوَاتِهِم بَعْدَ زَوَاجِهِنَّ، فَلَا يَصِلُونَهُنَّ فِيْ بُيُوْتِ أَزْوَاجِهِنَّ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُنَّ أَثْنَاءِ زِيَارَتِهِنَّ لِوَالِدِيْهِمْ أو تجمعهم مناسبة سنوية ، فِيَغْفُلُونَ عَنْ عَظِيْمِ أَثَرِ اخْتِصَاصِهِنَّ بِالصِّلَةِ، وَهَذَا تَقْصِيْرٌ كَبِيْرٌ فِيْ حَقِّهِنَّ..
وَلَا تَسَلْوا عباد الله عَنْ فَرَحِ الْأُخْتِ بِزِيَارَةِ أَخِيْهَا لَهَا فِيْ بَيْتِ زَوْجِهَا، وَاعْتِزَازِهَا بِهِ عِنْدَ أَهْلِهِ، وَإِحْسَاسِهِمْ بِعِنَايَتِهِ بِأُخْتِهِ، فَيَزْدَادُ إِكْرَامُهُمْ لَهَا ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ إِكْرَامِ أَخِيْهَا لَهَا، فَلَيْسَتْ عِنْدَهُمْ بِدَارِ مَذَلَّةٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، وَلَمْ يَتَخَلَّ عَنْهَا أَهْلُهَا، وَكَمْ يَفْرَحُ أَوْلَادُهَا بِخَالِهمْ وَيَعْتَزُّونَ بِهِ كَمَا يَعْتَزُّونَ بِأَعْمَامِهِمْ، وَلَا أَجْمَلَ مِنْ تَكْرَارِ صِلَتِهَا حَسَبَ المُسْتَطَاعِ.
فَإِنْ كَانَتْ أُخْتُهُ فِيْ بَلَدٍ غَيْرِ بَلَدِهِ فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَتَعَاهَدَهَا بِالمُهَاتَفَةِ بَيْنَ حِيْنٍ وَآَخَرَ.. وَإِنْ شَدَّ رَحْلَهُ لِزِيَارَتِهَا فَقَدْ أَدَّى طَاعَةً مِنْ أَجَلِّ الطَّاعَاتِ وَأَعْظَمِهَا أَجْرَاً فِيْ الْآَخِرَةِ، وَأَكْثَرِهَا أَثَرَاً فِيْ الْدُّنْيَا.. وَلَا تَقْتَصِرُ الْصِّلَةُ عَلَى الْزِّيَارَةِ وَالمُكَالَمَةِ وَإِنْ كَانَتْ أَشْهَرَهَا عِنْدَ الْنَّاسِ، بَلْ يَنْبَغِيْ أَنْ يَصِلَهَا بِالْهَدِيَّةِ، وَبِالصَدَقَةِ إِنَّ كَانَتْ فَقِيْرَةً، وَبِالسُّؤَالِ عَنْهَا وَعَنْ أَوْلَادِهَا، وَبِالكَلِمَةِ الْطَّيِّبَةِ ، وَالْتَّبَسُّمِ فِيْ وَجْهِهَا، وَأَعْلَى ذَلِكَ وَأَهَمُّهُ الْدُّعَاءُ لَهَا وَلِذُرِّيَّتِهَا.
وَمِنَ الْإِحْسَانِ إِلَى الْأُخْتِ بَعْدَ مَوْتِهَا: تَفْقُّدُ وَلَدِهَا وَزَوْجِهَا، وَالْدُّعَاءُ لَهَا، وَإِبْرَاءُ ذِمَّتِهَا مِّمَّا عَلَيْهَا مِنَ الْحُقُوْقِ؛ لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:«جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْنَّبِيِّ ^ فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ الله، إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: أَرَأَيتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتُكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِيْنَهُ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَحَقُّ الله أَحَقُّ أن يقضى »رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
أَلَا فَاتَّقُوا اللهَ رَبّكُمْ، وَاعْرِفُوا حُقُوْقَ أَخَوَاتِكُمْ عَلَيْكُمْ، وَصِلُوهُنَّ بِمَا تَسْتَطِيْعُوْنَ مِنْ أَنْوَاعِ الْصِّلَةِ؛ فَإِنَّ فِيْ الصِّلَةِ بَسْطَاً فِيْ الْرِّزْقِ وَطَوْلَاً فِيْ الْعُمُرِ، مَعَ مَا فِيْهَا مِنْ أَجْرٍ عَظِيْمٍ فِيْ الْآَخِرَةِ، وَلَا يُحْرَمُ فَضْلَ ذَلِكَ إِلَّا مَحْرُومٌ.
ثم اعلموا أن الله أمرَ بأمرٍ بدأَ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسِهِ، وأيَّه بكم - أيها المؤمنون - من جنِّه وإنسِهِ، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم وارضَ عن خلفائه الأربعة أصحاب السنة المُتَّبَعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآل والصحابة أجمعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وفضلِك وجُودِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المُسلمين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتَنا وُولاةَ أمورِنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهده يا رب العالمين. نشهد الله تعالى في هذه الجمعة المباركة بالمبايعة الشرعية لخادم الحرمين الشريفين بالمعروف . اللهم أعنه ووفقه وجميع المسلمين .
اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، اللهم كُن لإخواننا في سُورية ناصرًا ومُعينًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا.
اللهم عليك بالقتَلَة المُجرمين، اللهم عليك بالقتَلَة المُجرمين، ألفافِ البدعةِ والضلالةِ، ألفافِ البدعةِ والضلالةِ، وأعلامِ الخُرافةِ والدَّجَل والخِيانة، اللهم فُلَّ جيوشَهم، اللهم فُلَّ جيوشَهم، اللهم فُلَّ جيوشَهم، ودُكَّ عروشَهم، ودمِّرهم تدميرًا، ولا تجعل لهم في الأرض وليًّا ولا نصيرًا.
اللهم عجِّل بالفرَج والنصر لإخواننا المُستضعفين في سُورية يا رب العالمين، اللهم طالَ ظُلمُهم، اللهم طالَ ظُلمُهم، اللهم طالَ ظُلمُهم، وعظُم قتلُهم، واشتدَّ قتلُهم وحِصارُهم، وانقطَعَ من الخلقِ أملُهم، فانتصِر لهم يا رب العالمين، انتصر لهم يا الله، انتصر لهم يا سميع الدعاء، وأهلِك عدوَّهم عاجِلًا غيرَ آجِلٍ يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وتقبَّل موتاهم في الشهداء يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وارحَم موتانا، وفُكَّ أسرانا، وأصلِح أولادَنا وشبابَنا وفتياتِنا، وانصُرنا على مَن عادانا يا رب العالمين.
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُركم، واشكُروه على نِعَمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلمُ ما تصنَعون.

التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 02-10-2015, 09:24 AM   #7
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

خطبة جمعة

بعنوان


توسعة
خادم الحرمين الشريفين
الملك
سلمان بن عبدالعزيز
حفظه الله
على شعبه

10/4/1436

عبدالله بن فهد الواكد
إمام وخطيب جامع الواكد بحائل

الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وأشهدُ أن لا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبهِ يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَ
أما بعد:أيُّها الأخوةُ في اللهِ فاتقوا اللهَ القائلَ ( واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمةَ اللهِ عليكم إذْ كنتم أعداءً فألفَ بينَ قلوبِكم فأصبحتُم بنعمتِهِ إخواناً وكنتُم على شفا حفرةٍ من النارِ فأنقذكُم منها كذلكَ يبينُ اللهُ لكم آياتِهِ لعلكم تهتدون )
عبادَ الله : الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمُّ الصالحاتُ ، إنَّ أهلَ هذهِ البلادِ وغيرَهُم حزِنوا حُزناً بالغاً لوفاةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ عبدِاللهِ بنِ عبدِالعزيزِ والدِ الجميعِ رحمَهُ اللهُ وأسكنهُ فسيحَ جناتِه وما كادَ يغيبُ نجمُ ذلكَ القائدِ الذي أحبَّهُ الناسُ ، وقادَ مسيرةَ هذهِ البلادِ إلى خطوةٍ عظيمةٍ منَ التطورِ والإزدهارِ ، زُهاءَ عشرِ سنواتٍ بذلَ فيها رحمَهُ اللهُ ، ما بوسعِهِ في سبيلِ نموِّ هذه البلادِ الطيبةِ وأمنِها ورفاهِ شعبِها ، نسألُ اللهَ أنْ يسكنَهُ جناتِ النعيمِ ، ما كادَ ذلكَ النجمُ أنْ يغيبَ ، إلاَّ ونجمُ الخيرِ يشرقُ في سمائِناَ ، في سماءِ مملكتِنا العزيزةِ المحروسةِ ، إنهُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ ، الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ ، حفظهُ اللهُ وأمدَّهُ بالعونِ والسدادِ ، فرحَ الناسُ بهِ ، وازدادوا حُباًّ لهُ ، وكيفَ لا يفرحُ أهلُ هذهِ البلادِ الطيبونَ بهذا القائدِ الكريمِ ذي الحنكةِ والدرايةِ ، والمسيرةِ العظيمةِ والسجلِّ الحافلِ في خدمةِ هذهِ البلادِ ، نُشهدُ اللهَ على حُبِّنا لولاةِ أمرِنا ، قالَ رسولُ اللهِ  كما في صحيحِ مسلم ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ) إنَّ حبَّناَ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ وحبَّنَا لولاةِ أمرِنا إنَّما هوَ ثمرةٌ من ثمارِ تمسُّكِ هذهِ الدولةِ حكومةً وشعباً بشريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى والعملِ بها فهذهِ ثمرةُ ما زرعوهُ ، فترتبَ على ولائِهِم وطاعتِهِم ومحبتِهِم للهِ ورسولِه ، أنْ رزقَهُم اللهُ هذهِ المحبةَ والمودةَ والرحمةَ والترابطَ والتلاحمَ بينَ القائدِ والرعيةِ ، ولقدْ وردَ في حُبِّ اللهِ لمنْ يطبِّقُ شريعتَهُ حديثُ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ ، في البخاريِّ ومسلمٍ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمِ قالَ ( إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلُ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحببْهُ فيحبُّهُ جبريلُ فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ إنَّ اللهَ يُحبُّ فلاناً فأحبوهُ فيحبُّهُ أهلُ السماءِ ثمَّ يُوضعُ لهُ القبولُ في الأرضِ(
وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّ مِنْ أسبابِ حُبِّ الناسِ للعبدِ هو نفعُهُ لهُم ففي الحديثِ الذي صححَهُ الألبانيُّ ( أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهُم للناسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخِلُهُ على مسلمٍ، أو تكشفُ عنهُ كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطردُ عنهُ جوعاً ) ولقدْ وسَّعَ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ حفظَهُ اللهُ على الناسِ ليلةَ البارحةِ بأوامرِهِ الملكيةِ المباركةِ ، ورزقَهَم من فضلِ ربِّهِ ووسَّعَ عليهِم وقضى عنهم وأمرَ بالأوامرِ الكثيرةِ التي تخدِمُ الموظفينَ والمتقاعدينَ والطلابَ والمعلمينَ والشبابَ والكبارَ والفقراءَ والمساكينَ والأميينَ والمتعلمينَ والمسجونينَ ، حتى الأجانبَ من المسجونينَ جراءَ الديونِ غمرَهُم حفظَهُ اللهُ بعطفِهِ وعطائِهِ ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَهُ ووليَّ عهدِهِ ووليَّ وليِّ عهدِهِ وأنْ يُلبسَهُم جلبابَ الصحةِ والعافيةِ وأنْ يأخُذَ بأيديهِم ونواصيهم للبر والتقوى وأن يحفظ بهم الأمن والأمان ويعينهم على قيادة هذه الأمة ، وأنْ يُديمَ علينا وعليكُم جميعاً وعلى أُمتِنا الأمنَ والرخاءَ وأن يُيسرَ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ حياةً كريمةً ، ونسألُ اللهَ أنْ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ،
أيها المسلمون : واللهِ إنَّ المُشاهِدَ لعميقِ التلاحمِ والرحمةِ بين الراعي والرعيةِ ليعلمُ أنَّ هذا منْ فضلِ اللهِ تعالى وتوفيقِهِ لنا جميعاً ، تلاحمٌ يسرُّ الصديقَ ويزيدُ الأعداءَ موتاً بغيظِهِم ، فنحنُ في دولةٍ وللهِ الحمدِ تحكُمُ بكتابِ الله وسنةِ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وتقدِّمُ نفسَهَا فِداءً لهذينِ الوحيينِ الشريفينِ ، وتُنافحُ عنْ مُعتَقدِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في كلِّ مكانٍ ، ويندرُ أنْ تجدَ تحتَ أديمِ السماءِ مَنْ يحكمُ بشرعِ اللهِ في هذا الزمانِ غيرُ هذهِ البلادِ المباركةِ ، ولذلكَ أيها المسلمونَ : فإنَّ السمعَ والطاعةَ لولاةِ أمرِ المسلمينَ أصلٌ من أصولِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ، فبالسمعِ والطاعةِ لهم ، تَنتَظمُ مصالحُ الدِّينِ والدُّنيا معاً، وممَّا هو معلومٌ بالضرورةِ من دينِ الإِسلامِ ، أَنَّهُ لا دينَ إلاَّ بجماعةٍ، ولا جماعةَ إلاَّ بإمامةٍ، ولا إمامةَ إلاَّ بسمعٍ وطاعةٍ.ولقد كانَ السلفُ الصالحُ رضوانُ اللهِ عليهم ، يُولُونَ هذا الأمرَ اهتمامًا خاصًا ، نظرًا لما يترتبُ على الجهلِ بهِ أو إغفالِهِ من الفسادِ العريضِ في العبادِ والبلادِ، يقولُ الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإياكُم بهدي سيدِ المُرسلين وتابَ عليَّ وعليكم وعلى سائرِ المسلمينَ والمسلماتِ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفرْ لكم إنه هو الغفورُ الرحيمُ
الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والعاقبةُ للمتقينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِه وسلَّمَ ،
أما بعدُ أيّها المسلمونَ : ليسَ واللهِ من نعمةٍ أسبغَهاَ اللهُ على عبادِهِ أفضلُ من نعمةِ الدينِ ، ثم نعمةِ الأمنِ ، وقدْ ضَمِنَها اللهُ عزَّ وجلَّ لمنْ أقامَ شرعَه ووحَّدَه ولم يلتمسْ معبوداً بحقٍّ سواهُ قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) هذا هو طريقُ السعادةِ، وطريقُ الهدايةِ، نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ لا تلينا شريعةٌ غيرُ شريعةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى وشريعةِ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، فالواجبُ علينا جميعاً حبُّ من يَحكُمُ بشرعِ اللهِ ، لأنَّ هذا دليلٌ على حبِّ شريعةِ اللهِ ، وعلينا التعاونُ مع ولاةِ الأمرِ في الخيرِ والطاعةِ في المعروفِ وحفظِ الألسنةِ عن أسبابِ الفسادِ والشرِّ والفرقةِ والانحلالِ ، نسأُلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يجنبَنا شرورَ الفتنِ والمحنِ ماظهرَ منها وما بطنَ ، وأنْ يجعلَناَ أمةً متحابةً متراحمةً متلاحمةً ، وأن يوفِّقَ ولاةَ أمرِنا وعلماءَنا لما يحبُّ ويرضى، وأن يحفظَ المسلمينَ والمؤمنينَ في كلِّ مكانٍ ، وأن يحفظَ أعراضَهم وأموالَهم ، وأن يُيسِّرَ للمسلمين أرزاقَهم ، وأن يؤمِّنَ روعاتِهم ، وأن يستُرَ عوراتِهم في كلِّ مكانٍ ، وأن يَخذُلَ أعداءَ الإسلامِ، ويجعَلَ كيدَهم في نحورِهم ، ويخالفَ بين كلمتِهم ، ويكفَّ شرَّهم ، وصلوا وسلموا على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما )





التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 02-18-2015, 11:33 AM   #8
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

الخطبة الأولى
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد :
أيها الناس / أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله تعالى
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))
عباد الله / روى مُسلم ٌ في صَحيحهِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( بدأ الإسلامُ غريباً، وسيعودُ غريباً كما بَدأَ، فَطُوبى لِلغُرباء)).
ففي هذا الحديث العظيم يبين صلى الله عليه وسلم غربة الدين وأنه بدأ غريبا وسيعود غريبا ، بدأ غريبا في مكة عندما بُعث صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل ، وفي جاهلية جهلاء ، لا تعرف من الحق رسما ، ولا تقيم به حكما ، بل كانت تنتحل ما عليه آباءُها ، وما استحسنه أسلافُها ، من الآراء المنحرفة ، والنحل المخترعة ، والمذاهب المبتدعة ، فحين قام فيهم صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فسُرعان ما عارضوا وكذبوه ، ورموه بالبهتان تارة وبالجنوني والكِهانة تارة أخرى ، فدعاهم إلى عبادة رب العبادة وترك عبادة العباد والأصنام والأوثان فقال الله على لسانهم ((أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ )) وأنذرهم بطشة يوم القيامة ، فأنكروا وقوعه ((أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ۖ ذَٰلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ((
وإذا خوفهم نقمة الله ، قالوا )) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (( اعتراضا على صحة ما أخبرهم به مما هو كائن لا محالة .
فنصبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك حرب العداوة ، ورموه بسهام القطيعة ، وصار أهلُ السلم كلُّهم حربا عليه ، وعاد الولي الحميم عليه كالعذاب الأليم ، فأقربهم إليه نسبا كان أبعدَ الناس عن موالاته ، كأبي جهل وغيره ، وألصقهم به رحما كانوا أقسى قلوبا عليه ، فأي غربة توازي هذه الغربة ؟
وبعد ذلك – عباد الله – هاجر صلى الله عليه وسلم ومن استطاع من أصحابه إلى المدينة فولدت غُربة ثانية ، ثم استمر مزيد الإسلام وانتشر، واستقام طريقه على مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعد موته ، إلى أن نبغت فيهم نوابغُ الخروج عن السنة ، وأصغوا إلى البدع المضلة ، وتحقق ماوعد به صلى الله عليه وسلم أمته من الافتراق والاختلاف على ثلاث وسبعين فرقة ، وحذرنا صلى الله عليه وسلم من اتباع سَنَنَ من كان قبلنا بقوله (( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ? )) رواه البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه .
مع حرصه صلى الله عليه وسلم على تحقيق أسباب النجاة لأمته في الدنيا والآخرة فقد قال صلى الله عليه وسلم ((تركتُ فيكُم ما إنْ تَمَسّكْتُمْ بهِ لَنْ تَضِلُّو بَعْدَهُ كِتابَ اللهِ وَسُنّتِي )) رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه (( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ (( رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني .
وهاهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتمسكة بكاتب ربها وسنةِ نبيها تعيش غربة في دينها ، وصدق الألباني رحمه الله في كلمات من ذهب قالها في غربة أهل السنة : قال رحمه الله :
إن تكلمتَ عن التوحيد نبذك أهلُ الشرك ، وإن تكلمت عن السنة نبذك أهل البدعة ، وإن تكلمت عن الدليل والحجة نبذك أهل التعصب المذهبي ، والمتصوفة ، والجهلة ، وإن تكلمت عن طاعة ولاة الأمر بالمعروف والدعاء والنصح لهم نبذك الخوارج والمتحزبة ، وإن تكلمت عن الإسلام وربطته بالحياة نبذك العلمانيون والليبراليون وأشباههم ممن يريدون فصل الدين عن الحياة .
غُرْبةٌ شديدةٌ على أهل السنة ! إلى أن قال : نحن سُعداءُ بهذه الغربة ونفتخر بها ؛ لأنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أثنى على هؤلاء الغرباء فقال : ((بَدأَ الإِسْلاَمُ غَريباً، ثُمَّ يَعُودُ غَريباً كَمَا بَدَأَ، فَطُوبى للغُرباء. قِيلَ يَا رسولَ الله! وَمَن الْغُرَباء؟ قَالَ: الّذينَ يَصْلحُونَ إذا فَسَدَ النّاسُ )) إنتهى كلامُهُ رحمه الله .
اللهم إنا نسألُك الثباتَ في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، ونسألك موجبات رحمتك ، وعزائمَ مغفرتك ، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك يارب العالمين .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أيها المسلمون : كما سمعتم وصفَ الغُرباء في الحديث السابق وهم ( الّذينَ يَصْلحُونَ إذا فَسَدَ النّاسُ ) فهم أهلُ استقامة دائمة لا تنفك عنهم ، ولا تنقطع إلا بموتهم ،وهم أهل تمسك بسنة نبيهم ونهج صحابته والتابعين ومن تبعهم من الأئمة المهديين فإذا تغيرت الأحوالُ والتبست الأمورُ وقلَّ أهلُ الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله، ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة ، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين، هؤلاء هم الغرباء، وهم الذين قال الله فيهم : ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ))
، هذا وصلوا وسلموا على النّبي المصْطفى والرسول المجتبى ....
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 12:07 PM   #9
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

تسلية أهل المصائب




الحمدُ للهِ المبدئِ المعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِ بالقرآنِ المجيدِ ، والمؤيدِ بالرعبِ والحديدِ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) أما بعد : أيُّها الأحبةُ في الله: فَإن العبدَ في هذهِ الحياةِ الدُّنيا ، مُعَرَّضٌ للخيرِ والشَّرِ لامحالة ، فالحياةُ الدنيا مَليئةٌ بالمِحَنِ والمتاعبِ والبلايا ، والشدائدِ والنكباتِ ، إن صَفتْ يوماً كَدَّرَتْ أياماً، وإن أضحَكَتْ ساعةً ، أبكَتْ ساعاتٍ ، لا تدومُ على حالٍ
جبلتْ على كدرٍ وأنتَ تريدُهــا صفوًا من الأقـذاءِ والأكــدارِ
ومكلفُ الأيامِ ضدَّ طباعِهـــا متطلبٌ في الماءِ جذوةَ نـــارِ
يقولُ تعالى ( وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ ) فقرٌ وغنى ، وعافيةٌ وبلاءٌ ، وصِحةٌ ومَرضٌ وعِزٌّ وذُلٌ ،وهكذا يكونُ الحال في هذهِ الحياةِ الدُّنيا، بين خَوفٍ ورجاء ، وسُرُورٍ وحُزن ، وضَحِكٍ وبُكاء ، واجتماعٍ وفُرقَة ، ويُسرٍ وعُسر ، وحياةٍ وموت ، لايملك المرءُ التَّحكُمُ في شيءٍ مِنهَا، بل عليه إِن ْكانَ مُؤمناً أن يُفوضَ الأمرُ إلى الْمُتصرفِ فيهِ ، ويُسَلِّمُ لأقدارِ الله الجاريةِ عليه ، وإن اللهَ تعالى ، بين ذلك في كتابهِ وعلى لِيوطّنَ عِبِادَهُ على الصّبرِ والتَّحَمّل ، يقولُ عليهِ الصلاةُ
rلسانِ رسولِهِ والسلام ، كما في البُخاري من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه { مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ }ألا فَعتِصَمِ بِمُفَرّج الكُربات ، الذي يُعطيَ الصابرينَ أعلا المثوباتِ ، حيثُ وعَدَهُم سُبحانه ، بالخلودِ في روضاتِ الْجِنَان قال الله تعالىوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) إلا فَتعزَّى وأبشر أيها المؤمنُ المُصاب ، فَهذِهِ تَسليةٌ من اللهِ لعبادِهِ بِمُصَابِهِم ، الذي لاحولَ لَهُم ولاقوةَ في رَدَّهِ ، والذي لم يَخُصَّ بِهِ فِئةٌ دونَ أُخرى من عبادِهِ. فعند المصيبةَ يا عبد الله: ماعليكَ إلا الصَّبرَ والإسترجاع ، بِقُولِكَ: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فإذا فعلت ذلك فأبشر بالصلاةِ من اللهِ تعالى والرحمةِ والهدايةِ والعِوَض عن مُّصابِكَ ،وفي الحديثِ عن أُمَّ سَلَمَةَ { إِذَاrرضي اللهُ عنها ، قَالَتْ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِى وَأْجُرْنِى فِيهَا وأَبْدِلْنِى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا} رواهُ أحمدُ في المسند ، وإن أعظمَ المصائبِ ، المصيبةُ في :{ إِذَاrالدِّين كما جاء في الأثرِ عن عطاءِ بن ابي رباح قال: قال رسول الله أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِى ، فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ } قَالَ أبو نُعيم فِي تَسْلِيَةِ أَهْلِ الْمَصَائِبِ : ؛ لِأَنَّrوَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ فِي الدُّنْيَا مَوْتُ النَّبِيِّ الْمُصِيبَةَ بِهِ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ ؛ انْقَطَعَ الْوَحْيُ مِنْ السَّمَاءِ إلَى يَوْمِrلِأَنَّ بِمَوْتِهِ الْقِيَامَةِ ، وَانْقَطَعَتْ النُّبُوَّاتُ ، وَكَانَ مَوْتُهُ ، أَوَّلَ ظُهُورِ الشَّرِّ وَالْفَسَادِ، بِارْتِدَادِ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَنْ الدِّينِ مِنْ الْأَعْرَابِ ، فَهُوَ أَوَّلُ انْقِطَاعِ عُرَى الدِّينِ وَنُقْصَانِهِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا تُحْصَى .قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا نَفَّضْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ التُّرَابِ مِنْ قَبْرِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا .رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ .وَلَقَدْr
الرَّسُولِ أَحْسَنَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ مُسَلِّيًا لِبَعْضِ إخْوَانِهِ فِي وَلَدٍ لَهُ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ يقول ,
اصْبِرْ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَتَجَلَّدْ وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ
أَوَمَا تَرَى أَنَّ الْمَصَائِبَ جَمَّةٌ وَتَرَى الْمَنِيَّةَ لِلْعِبَادِ بِمَرْصَدِ
مَنْ لَمْ يُصَبْ مِمَّنْ تَرَى بِمُصِيبَةٍ ؟ هَذَا سَبِيلٌ لَسْتَ فِيهِ بِأَوْحَدِ فَإِذَا ذَكَرْتَ مُحَمَّدًا وَمُصَابَهُ فَاذْكُرْ مُصَابَكَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدِ.
عباد الله إن العاقلَ لايَجمَعُ على نفسهِ مُصيبتَانٍ في آنٍ واحد، فَيَجزَعُ ويرتَكِبُ المنهيات، عند حلولِ الْمُصيبات، فَيُضِيِعُ على نفسهِ ثوابُ الصابرينَ ، وأجرُ الْمُتصَبرين ، فَإنَّها خَسارةً عظيمةً ومصيبةً :
r
أُخرى ، روى ابن ماجة من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله { مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ فَأَحْدَثَ اسْتِرْجَاعًا - وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا - كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَهُ يَوْمَ أُصِيبَ }
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين ، إذا حَزَبَهُ أَمرٌ فزع إلى الصلاة. أما بعد: أيُّها الأحبةُ في الله ، اعلموا أنَّكم خَلقٌ من خلقِ الله ، يَتَصَرَّفُ فِيكُم متى شاء ، كَيفَ شاء ،حَيثُ شاء ، خلقاً وإماتة ، سِعَةً وضَيقاً ،غنىً وفقراً ، حُزناً وسُروراً ، جَمْعاً وفُرقَةً ، هو الفعَّالُ لِمَا يُريد ، لا مَرد لأَمرِهِ ، ولامُعقبَ لِقَولِهِ وفعلِهِ وحُكمِهِ ، ولكنَّهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ ، يُبينُ لعبادِهِ سُبلَ النّجَاةِ مِمَّا ابتلاهُم بهِ ، من الخيرِ والشَّر ، في كتابِهِ ، وعلى لسانِ ، فما على المسلمِ ، إِلاَّ أن يَتعَلَّمَ مِن الوحي ،
rخَاتَمِ أنبيائِهِ ، محمد ويَتَّبِعَ الْهَدي الْمُحَمَّدي ، فَيُفوزَ في الدارَين يقولُ تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ* الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)ويقولُ جلَّ في عُلاه ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) عروةُ بنُ الزبيرِ رضي اللهُ تعالى عنه وأرضاهُ ، سقطَ من على فرسِهِ ، فجُرحتْ رجلُهُ، وقررَ الأطباءُ قَصَّها ، وفي نفسِ اللحظةِ ، يأتيهِ نبأُ وفاةِ ابنِهِ الشابِ، فتُقطعُ رجلُهُ وتنشرُ نشراً ، وهو في الصلاةِ بينَ يدي اللهِ سبحانه وتعالى, فلما أفاقَ قالَ: "اللهم لك الحمدُ، إن كنتَ أخذتَ ، فقدْ أعطيتَ، وإن كنتَ ابتليتَ ، فقدْ عافيتَ، أعطيتَني أربعةً من الأعضاءِ ،فأخذتَ عضواً واحداً فلكَ الحمدُ، وأعطيتَني أربعةً من الأبناءِ ، وأخذتَ واحداً ، فلكَ الحمدُ حتى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ، ولكَ الحمدُ بعدَ الرضى"يقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام {ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ،في نفسِه ومالِهِ وولدِهِ ، حتى يلقى اللهَ وما عليهِ خطيئةٌ} عبادَ اللهِ صلّوا على المعصومِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ ، فإنه يقول من صلّى عليَّ صلاةٍ واحده صلّى الله عليه بها عشراً ، اللهم صلي وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمة الحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعن التابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ، يا أرح الراحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداءك أعداء الدين ، من اليهود والنصارى وجميع الكفرة والملحدين اللهم عاملنا بإحسانك ، وجد علينا بفضلك وامتنانك واجعلنا من عبادك ، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، اللهم أرحم ذلنا بين يديك ، واجعل رغبتنا فيما لديك ، ولا تحرمنا بذنوبنا ، ولا تطردنا بعيوبنا ، اللهم اعطنا ولا تحرمنا ، وصلنا ولا تقطعنا ، وخذ بأيدينا إلى ما تحب وترضى ، يا أهل المغفرة أغفر ذنوبنا ، ويا أهل التقوى استعملنا في طاعتك ، ويا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاتي أمورنا ، واجعل ولايتنا ، في عهد من خافك واتقاك ، واتبع رضاك برحمتك يا ارحم الرحمين ، اللهم أغفر لأهل القبور من المسلمين والمسلمات ، وخص في ذلك الأباء والأمهات إنك قريب مجيب الدعوات ، اللهم ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

__________________
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 03-05-2015, 12:13 PM   #10
متفااائل
عضو
 
الصورة الرمزية متفااائل
افتراضي رد: موسوعة خطب منبريه متجدد | خطب جاهزة | خطب جمعه جاهزة

قيام الناس من القبور


الحمدُ للهِ المبدئِالمعيدِ ، الفعالِ لما يريدُ ، ذي العرشِ المجيدِ ، والبطشِ الشديدِ ، وأشهد أن لاإلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثِبالقرآنِ المجيدِ ، والمؤيدِ بالرعبِ والحديدِ ، صلى اللهُ وسلم عليه ، وعلى آلِهِوصحبِهِ ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الوعيدِ ،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍوَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَائلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَكَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ). أمّا بعد :أيُّها الأخوةُ في اللهِ ، فَإنَّ الإيمانَ بالبعثِ والنُّشورِ ، وقيامَالناسِ من القبورِ ،هو أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ ، وقد تكررَ ذلك في القرانِالعَظِيمِ ، وعلى لسانِ النبي المصطفى الكريمِ ، عليه أفضلُ الصلاةِ وأَزكى التسليم، تحذيراً لنا وإنذاراً ، لنستعدَ لذلك اليومِ ، بالأعمالِ الصالحةِ (يَوْمَ تَجِدُكُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍتَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُنَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) ، فَمَثِّلْ نفسَكَ وقد بُعِثتَ منقبرِكَ ، مُبهوتاً من شدَّةِ الصاعقةِ ، شاخصَ العينِ نحو النداءِ ، وقد ثارَالخلقُ ثورةً واحدةً ، من القبورِ التي طالَ فيها بلاؤهم ، قد أزعجَهم الرعبُ ،يقولُ تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىرَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)ويقولُ تعالى(خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَالْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) و يقولُ سُبحانه (يَوْمَ يَخْرُجُونَمِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) تفكر فيالخلائِقِ وذُلِهم ، وانكسارِهِم ، واستكانتِهِم ، انتظاراً لما يُقضى عليهم ، منسعادةٍ أو شقاوةٍ ، وأنتَ فيما بينَهُم ، مُنكسرٌ كانكسارِهِم ، متحيرٌ كتحيرِهِم ،فكيفَ حالُكَ وحالُ قلبِكَ هناك ، وقد بُدلتْ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ ،وطُمستِ الشمسُ والقمرُ وأظلمتِ الأرضُ ، واشتبكَ النَّاسُ ، وهم حُفاةٌ عراةٌمشاةٌ ، وزد حمُوا في الموقفِ , شاخصةً أبصارُهُم ، مُنفطرةً قلوبُهُم ، فتأملِ فيطولِ ذلكَ اليومِ ، وشدةِ الانتظارِ فيه , والخجلِ والحياءِ ، من الافتضاحِ ، عندالعرضِ ، على ربِّ الأرضِ والسماءِ , وأنتَ عارٍ مكشوفٌ ذليلٌ ، مُتحيرٌ مبهوتٌ ،وأعْظِمْ بهذه الحالِ فإنَّها عظيمةٌ ، فَاستعِدَّ لذلك اليومِ العظيمِ شأنُهُ ،القاهرِ سلطانُهُ ، القريبِ أوانُهُ يقولُ تعالى ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * {بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ}eوَنَرَاهُ قَرِيباً )ويقولُ المصطفىيومَ ترى السماءَ فيه انفطرتْ ، والكواكبَ من هولِهِ انتثرتْ ، والنجومَ الزواهرَانكدرتْ ، والشمسَ كورتْ والجبالَ سيرتْ ، والعشارَ عطلتْ ، والوحوشَ حشرتْ ،والبحارَ سجرتْ ، والنفوسَ زوجتْ ، والجحيمَ سُعِّرتْ ، والجنةَ أزلفـتْ ، ً ( يومَتَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً * وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً * فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍلِلْمُكَذِّبِينَ ) لقد وصفَ اللهُ دواهيَ ذلك اليوم ، وأكثرَ من أساميهِ لتقفَبكثرةِ أساميهِ ، على كثرةِ معانيهِ ، فمن أسمائِهِ يومُ القيامةِ ، ويومُ الحسرةِوالندامة ِ ، ويومُ الزلزلةِ ، والواقعةِ ، والقارعةِ ، والغاشيةِ ، والراجفةِ ،والحاقةِ ، والصاخةِ ، ويومُ التلاقِ ، ويومُ الجمع ، ويومُ التغابُن ، ويومُالجزاءِ ، ويومُ الوعيدِ ، ويومُ العرضِ ، ويومُ الفصلِ ، ويومُ الدِّينِ ، ويومُالنُّشورِ ، فالويلُ كلَّ الويلِ للغافلينَ ، يُرسلُ اللهُ لَهُم سيدَ المرسليَن ،ويُنزلُ عليهِ الكتابَ المبينَ ، ويخبرُهُم بالصِّفَاتِ من نعوتِ يومِ الدينِ ،ويقول ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) ثُمَّ يقول ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر ُ) ولكن النَّاس كما قال تعالى ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون *مَا يَأْتِيهِمْمِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْيَلْعَبُونَ*لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)ثم انظرْ كيفَ يساقونَ بعد البعثِ والنشورِ ،حفاةً عراةً غرلاً ، على أرضِ المحشرِ ، أرضٍ بيضاءٍ ( قَاعاً صَفْصَفاً لا تَرَىفِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) يقولُ عليه الصلاةُ والسلام ُ، { يُحشرُ الناسُ يومَالقيامةِ ، على أرضٍ بيضاءٍ عفراءٍ ، أي أن بياضَها غيرُ ناصعٍ ، عفراءٍ كقرصِالنقيِ ، ليس فيها معلمٌ لأحدٍ } رواه البخاريُ وعن قتادةَ عن انسٍ رضي الله عنهما، أن رجلاً قال يا نبيَ اللهِ كيف يُحشرُ الكافرُ على وجهِهِ ؟ قال : أليس َالذيأمشاهُ على الرجلينِ في الدُّنيا ، قادراً على أن يمشيَهُ على وجهِهِ يومَ القيامةِ؟ قال قتادةُ [ بلى وعزةِ ربِنا ] وذلك قولُ اللهِ عز وجل ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَالْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُكُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ) فشتانَ بينَ من يَفِدُون ركباناً ، إلىجناتِ النَّعيمِ ، ورحمةِ الرحمنِ الرحيمِ ، وبين من يُسحَبُونَ سبحاً ، إلى نارِالجحيمِ ونكالِها الأليمِ ، وعذابِها المُقيمِ يقولُ تعالى ( يَوْمَ نَحْشُرُالْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَوِرْداً) قالَ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: وفداً ركباناً ، وقال عليُ بنُ أبيطالبٍ رضي اللهُ عنه ،ما يُحشرونَ واللهِ على أرجلِهِم ، ولكنْ على نوقٍ رحالُهاالذهبُ ، ونجائبٍ سُرُجُها يواقيتٌ ، إن هَمّوا بها سارتْ ، وإن هَمّوا بها طارتْوقولُهُ ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً) أي عطشا ، قد انقطعتْأعناقُهُم من العطشِ ، ولكنهم لا يَرِيدون إلى مَاءٍ ، بل إلى جهنّمَ وجَحِيمِها ،ومُهْلِها وحَمِيمِها ، فسبحانَ الحَكِيمِ العَلِيم ،كانوا في الدنيا على السّواءِ، يُرزقونَ ويسيرونَ ، ويذهبونَ ويجيئونَ ، وهكذا الدُنيا ، يؤتِيها اللهُ من يحبُومن لا يحبُ ، فلما جاءَهم الموتُ ، عرفَ كلٌّ مِنهُم سبيلَهُ ، واتضحَ له مقيلَهُ،
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم .
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتوالذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبوخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون





الحمد لله علىإحسانه ، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحدهُ لاشريكَ لهُ ، تعظيماً لشانه ، وأشهد أنَّ نبينا محمّداً عبده ورسولُه ، الدّاعي إلىرضوانه ، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه ، وسلّم تسليماً مزيداً :يقولُاللهُ سبحانهُ وتعالى ، واعظاً ومُذكراً بموقفٍ من مواقفِ الإنسانِ ، يومَ القيامةِ ( يُنَبَّأُ الْأِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) ويقولُ سبحانه (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) ويقولُ جل في علاه ( إِنَّا نَحْنُنُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍفِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِeأَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) ويقولُ المصطفىتَبَارَكَ وَتَعَالَى في الحديثِ القدسيِ أَنَّهُ قَالَ [يَا عِبَادِى إِنَّمَاهِىَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَخَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّنَفْسَهُ] رواه مسلمٌ ، أيها الإخوةُ في اللهِ ، ما منا والحمدُ اللهِ من أحدٍ ،إلا ويؤمنُ بملاقاةِ الحسابِ ، ومسكِ الكتابِ ، ووضعِ الموازينِ ، بين يدي أحكمِالحاكمينَ ، ويُؤمنُ بقولِ اللهِ سبحانه وتعالى ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُطَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُمَنْشُوراً اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَحَسِيباً) فماذاكان لهذا الإيمانِ في نفوسِنا من أثرٍ ؟ أهو الاستعدادُ والتهيؤُ ؟ أم هو التسويفُوالتفريطُ والإهمالُ ؟حتى يؤخذَ أحدُنا على غِرّةٍ ، فيندمُ حين لا ينفعُهُ الندمُ، ويبكي حين لا ينفعُهُ البكاءُ ، ويتحسرُ حين لا ينفعُهُ التحسرُ ؟ اللهم ارحمْضعفنا ، وتول أمرنا ، اللهم نبّه غافِلنا ، ومُن علينا بالإستعداد الّذي نفرَحُ بهِيوم نُلاقيك ،وصلي وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد ، صاحب الوجه الأنوار ،والجبين الأزهر ، الشافع المُشَّفَعُ في المحشر ، ورضى اللهم عن الخلفاء ، الأءمةالحنفاء، أبي بكرٍ وعمر ، وعثمان وعلي وعن سائِرِ أصحابِ نبيّك أجمعين ، وعنالتابعين ، وتابعيهم بِإحسانٍ إلى يومِ الدّين ، وعنّا معهم ، بمنك وفضلك ورحمتك ،يا أرح الراحمين ، اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً ، نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِرعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَبعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ من لم تُؤَيّدْهُبعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عنالتعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ،وَأَعِزَّ الإِسْلاَمَوالمُسْلِمِينَ، وأَذِلَ الشِّرْكَ والمُشْرِكِينَ، ودمرْ أعداءَكَ أعداءَ الدينِ ،من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، ومن كَرِه الإسلامَ والمسلمين ،اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذاالجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللهم احفظْ بلادَناوولاةَ أمرِنا وعلماءَنا ودُعاتَنا ، اللهم وحِّدْ كلمتَنا وقوي شوكتَنا ياربَّالعالمينَ ، واجعل هذا البلد رخاءً سخاءً آمِناً مُطمَئِناً ، وسائر بلاد المسلمينيا ربَّ العالمين ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنيين والمؤمنات ، الأحياءمنهم والأموات ، اللهم ربنا ( آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَىعَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُمَاتَصْنَعُون)
التوقيع :
  رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 PM.





Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لدى موقع ومنتديات حاسبكو 1431هـ/1432هـ

a.d - i.s.s.w