[صمتي جرحني]

حرارة غير اعتيادية أشعر بها تتسلل مرتفعة على جبين ابنتي

فتؤرق منامي،وتحيل حتى أحلام اليقظة الى كوابيس.

أتقلب خائفة أن تسهو عيناي قبل أن تنخفض الحرارة

داعية الله راجية أن تمر بسلامة.

إن بكت طفلتي متألمة تنساب دموعها في جوفي وكأنها ألسنة لهب تحرقني

وإن ضحكت وهي تحبو في زوايا المنزل تضحك معها أرجاؤه

وتعلو الابتسامة كل دهاليزه وممراته.

أما أنت يا رفيقتي بالأمومة، فكان الله في عونك ....

وأنت أمّ صابرة في غزة المحترقة

كيف يتحمل قلبك هذا بدقاته المتواضعة أن تكفني رضيعك.. طفلك.. ملاكك..

لتلبسيه ثوب زفافه على هذا الوطن والثوب أكبر من مقاسه؟

هو لم يفرح بعد، فالحصار حرمه من ابسط احتياجاته،

لم يحلم قط، فدموع الظلم كانت تغطي وجوه من حوله،

لم يكون ذاكرة انتماء مع هذا التراب الذي سينهال على جسده الصغير

تاركاً وراءه آلاماً تهتز لها الجبال على فراقه..

جسد يخف ثم يتلاشى ليسبح في الفضاء

مخلفاً أياماً فارغة من ضحكته.. خطواته.. وأنفاسه

تلاعب خصل شعر أمه قبل أن يغفو مطمئناً برائحتها ودفئها.

صامدة أنت يا أم أطفال غزة وأنت تعلمين أن دماءه تروي وطناً هو أعز أبنائك..

صامتة تبكين دموعاً تغسل هواء مشبعاً بالفساد والنفاق والعذاب،

كله يهون من أجل ارضك..

عدة أكفان صغيرة زينت المكان،صاحبتها عشرات من أكفان الشهداء

ليكملوا الاحتفال في عرس هذا الوطن..

نغطيهم بتراب الوطن..

نودعهم أمانة في أرض الوطن ..

ثمناً غالياً لأغلى وطن